للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[لماذا كانت هذه الصورة ربا]

أيها المسلمون: إن المبايعة بهذا البيع الصوري الذي يعلم الله جل وعلا ويعلم المتعاقدان أنفسهما أنهما لم يريدا حقيقة البيع، وإنما أرادا دراهم بدراهم، فإن هذه المداينة تشتمل على عدة محاذير:

الأول: أنها تحايل على المحرم، وخداعٌ لله ولرسوله، والخداع من صفات المنافقين، والمنافقون في الدرك الأسفل من النار، ونقول لهذا المتحايل: إن حيلتك لن تغني عنك من الله شيئاً كما لم تغن حيل اليهود عنهم شيئاً.

ثانياً: إن هذه المعاملة توجد القسوة في القلب والتمادي في الباطل.

الثالث: إن في هذه المؤامرة السيئة معصية لله ولرسوله، فقد نهى نبينا صلى الله عليه وسلم عن بيع السلع حتى تنقل، قال ابن عمر رضي الله عنهما: {كان الناس يبتاعون الطعام جزافاً، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيعوه حتى ينقلوه} رواه البخاري.

يقول بعض الناس: أنا أشتري سيارة، ولم أستطع أن أدفع الثمن كاملاً، فهي تقدر بخمسة عشر ألفاً، ثم آتي لصاحب السيارة، فأقول: بعنيها إلى العام المقبل بثمانية عشر ألفاً، هل هذا ربا؟

نقول: لا.

هذا يسمونه العلماء من المباح؛ لأنه يسمى بيعٌ مؤجل، والزيادة هذه لأجل الأجل، لذلك أباحه بعض العلماء.

نعم -يا أمة الإسلام- علينا أن نتقي الله عز وجل، ونحذر من الوقوع فيما حذر الله ورسوله منه من أجل كسبٍ لا يعود علينا بالخير والبركة، فلنتب إلى ربنا، ولنتق الله عز وجل، ولنعرف الحقيقة في الدنيا قبل العذاب في الآخرة.

اللهم وفقنا لما تحب وترضى، اللهم وفقنا لسلوك طريقك المستقيم، وارزقنا الزهد والورع في هذه الدنيا، وجنبنا ما فيه هلاكنا من السحت والطمع، واجعلنا ممن رأى الحق حقاً واتبعه، ورأى الباطل باطلاً واجتنبه إنك جوادٌ كريم، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.