أيها الإخوة في الله: هذه أحكام الله سبحانه وتعالى واعلموا أن المسلمين إذا رجعوا إلى كتاب الله، وإلى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعظموا شعائر الله؛ فليبشروا بالنصر من الله جل وعلا، فإن النصر لا يحصل ولا يتحقق إلا إذا عمل المسلمون بدين الإسلام كله، وطبقوه عقيدةً وعبادةً، وأحكاماً ونظاماً وأخلاقاً في كل شأنٍ من شئون حياتهم.
فعلى المسلمين في كل زمان ومكان إذا أرادوا النصر والفخر والعز والشرف من الله، والتمكين في الأرض؛ عليهم جميعاً أن يعملوا بكتاب ربهم، وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الله تعالى قوله صدقٌ، ووعده حقٌ، قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[محمد:٧] ويقول تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}[الحج:٤٠] ويقول تعالى: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}[الروم:٤٧] فإذا وجد الإيمان والإسلام، وجد النصر بإذن الله تعالى، وإذا فقد الإيمان والإسلام، فلا عز ولا نصر جزاءً وفاقاً، {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}[فصلت:٤٦].
فإذا أراد المسلمون النصر والعز والنصر، والحفاظ على الممالك الإسلامية؛ فعليهم ألا يغالطوا أنفسهم، وعليهم أن يأخذوا بأسباب النصر، ومن أهمها: العمل بشريعة الإسلام، والاستعداد بالقوة الحسية والمعنوية في قتال الأعداء امتثالاً لأمر الله جل وعلا:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال:٦٠] ثم التكاتف، والتساند، والتعاون على البر والتقوى بين المسلمين من أسباب النصر، ولابد -يا عباد الله- أن يكون الجهاد لإعلاء كلمة الله ولنصرة دينه، فلا قومية، ولا شعبية، ولا عنصرية، ولا حمية جاهلية، فإذا أعلن الجهاد لإعلاء كلمة الله، فإن النصر يتحقق بإذن الله تعالى.