من المعاصي أيضاً التي تلبس بها بعض الناس: منع الزكاة، وهي تنقسم إلى قسمين:
الأول: إن كان أنكر هذا: فهو كافر والعياذ بالله.
الثاني: وإن كان بخل بها: فهو عاصٍِ لله ولرسوله.
إن أنكر المرء الزكاة، وقال: ليس في الإسلام زكاة، فهو كافر حلال الدم والمال، يستتاب فإن تاب وإلا قُتل، كما فعل أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
أما إذا تهاون بالزكاة ولم يخرجها، فإنه ارتكب معصية من المعاصي التي سوف يُعاقَب عليها، إن لم يتب ويرجع إلى الله عزَّ وجلَّ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ولا صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفِّحت له صفائح من نار، فيُكوى بها جنبُه وجبينُه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يُقضى بين الناس، فيرى سبيله، إما إلى الجنة وإما إلى النار} وربنا جل وعلا يقول في محكم البيان: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لانْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ}[التوبة:٣٤ - ٣٥].
أي وعيد أعظم من هذا يا عباد الله؟! اللهم اشف مرض قلوبنا يا أرحم الراحمين، أي وعيد هذا يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ لا إله إلا الله {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لانْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ}[التوبة:٣٤ - ٣٥].
فيا من أعطاه الله هذا المال الكثير، وطلب منك القليل، فلا تبخل يا أخي، أنفق ما دمت في زمن الإمكان قبل أن يحل عليك قول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}[المنافقون:٩ - ١١].
فالبِدار البِدار ما دمتَ في زمن الإمكان، قبل أن تطلب الرجعة ولا تُجاب يا عبد الله.
البِدار البِدار ما دمتَ في زمن الإمكان، قبل أن يأخذ الورثة هذه الأموال وتصير عليك الأوزار.
اللهم قنا شح أنفسنا، اللهم قنا شح أنفسنا، اللهم قنا شح أنفسنا إنك على كل شيء قدير.