عباد الله! اعلموا أنه إذا عزم المسلم على السفر إلى الحج، أو العمرة، استحب له أن يُوصي أهله وأصحابه بتقوى الله عز وجل، وهي فعل أوامره واجتناب نواهيه، وينبغي أن يكتب ما لَه من الدَّين، ويُشهِد على ذلك، ويجب عليه المبادرة إلى التوبة النصوح من جميع الذنوب استجابةً لله حيث يقول:{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[النور:٣١].
وحقيقة التوبة هي: الإقلاع عن جميع الذنوب وتركها، والندم على ما مضى منها، والعزيمة على عدم العودة إليها، وإن كان عنده للناس مظالم من نفسٍ، أو مالٍ، أو عرضٍ، ردها عليهم، أو تحللها منهم قبل سفره، فقد حث على ذلكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم:{من كان عنده مظلمة لأخيه من مالٍ، أو عرضٍ فليحلله اليوم قبل ألاَّ يكون دينارٌ، ولا درهم، إن كان له عمل صالح، أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات، أخذ من سيئات صاحبه، فحمل عليه}.