[نشر الصحف وشهادة الأعضاء على الإنسان]
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ؛ أحمده سبحانه القائل عن نفسه: {لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} [النساء:٤٠].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه وسلَّم تسيلماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها الناس: اتقوا الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة:٢٨١].
اتقوا يوماً يوضع فيه الكتاب، وتلاقُون فيه الحساب، يوماً يُنشر لكم فيه واضحاً ملف أعمالكم، وديوان حصيلتكم من خير أو شر {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [الكهف:٤٩].
ويقول جلَّ وعَلا: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً} [الإسراء:١٣ - ١٤].
ويقول جلَّ وعَلا: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يس:٦٥].
روى الإمام مسلم -رحمه الله- عن أنس رضي الله عنه قال: {كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضحك فقال: هل تدرون مِمَّ أضحك؟ قلنا: الله ورسوله أعلم! قال: من مخاطبة العبد ربه، يقول: يا رب! ألَمْ تُجِرني من الظلم؟! فيقول سبحانه: بلى.
فيقول: إني لا أقبل اليوم شاهداً إلا مني.
فيقول تعالى: {كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً} [الإسراء:١٤] والكرام الكاتبين شهوداً.
فيُختم على فيه، فيقول لأركانه: انطقي، فتنطق بأعماله -نعوذ بالله من الخزي والندامة، ونعوذ بالله من الفضيحة يوم القيامة- ثم يُخَلَّى بينه وبين الكلام، فيقول: بُعْداً لكن وسُحقاً! فعَنْكُنَّ كنت أناضل}.
فاتقوا الله -يا عباد الله- من ذلك اليوم العظيم، والهول الجسيم، اتقوا ذلك الموقف الذي ستُقْدِمون فيه للمساءلة والمحاسبة، وسيُوقَف كل منا بين يدي الله عزَّ وجلَّ متخلياً عنه أقرب قريب، وأصدق صديق، كما قال تعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس:٣٤ - ٣٧].
عباد الله: اسألوا الله عزَّ وجلَّ أن يخفف عليكم الحساب، واسألوه أن يحسن لكم الخاتمة، ودائماً أكثروا من قول: يا مقلب القلوب! ثبت قلوبنا على دينك.
حتى تلقوا ربكم، وأكثروا من قول: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران:٨].
عباد الله: صلوا على الناصح الأمين، محمد بن عبد الله الذي أمركم الله أن تصلوا عليه بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] ويقول صلى الله عليه وسلم: {من صلى علي صلاة، صلى الله عليه بها عشراً}.
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين عاجلاً غير آجل.
اللهم أذل الشرك والمشركين اللهم دمر أعداء الدين، اللهم دمر أعداء الدين، اللهم دمر أعداء الدين، بعيدين أم قريبين يا رب العالمين.
اللهم انصر دينك، وأعلِ كلمتك اللهم انصر الموحدين من عبادك، واجمع قلوبهم على الحق يا رب العالمين، ووحِّد صفوف المسلمين أجمعين اللهم اجعلهم يداً واحدة على من عاداك، وعادى رسولك، وعادى المؤمنين يا رب العالمين.
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك من المؤمنين، اللهم انصرهم بنصرك، وأيدهم بتأييدك، اللهم انصرهم بنصرك، وأيدهم بتأييدك اللهم ثبت أقدامهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم يا رب العالمين.
لا إله إلا أنت، ولا رب لنا سواك، اللهم قد قلت وقولك الحق: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:٦٠] وأنت يا ربنا لا تخلف الميعاد، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، نسألك أن تغيثنا.
اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً سَحاً غدقاً نافعاً غير ضار، اللهم سقيا رحمة، اللهم سقيا رحمة، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا بلاء ولا غرق.
اللهم انشر رحمتك على العباد، يا من له الدنيا وإليه المعاد!
اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً، فأرسل السماء علينا مدراراً، اللهم أرسل السماء علينا مدراراً.
لا إله إلا أنت، ولا رب لنا سواك، أنت ولينا في الدنيا والآخرة.
اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، يا مغيث اللهفات، ويا مفرج الكُرُبات، ويا مُوْهِِن الشدائد والبليات، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الجلال والإكرام، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، اللهم انشر رحمتك على العباد.
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
اللهم رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وسلِّم تسلمياً كثيراً إلى يوم الدين.