أيها الإخوة في الله: إن من العمل بشريعة الإسلام: فعل جميع الواجبات، وترك جميع المحرمات، ومن تلك المحرمات التي انتشرت بين المسلمين وعلا شرها واستطار: جريمة الربا وهي الكبيرة التي أذن الله لمن يرتكبها بالمحاربة -نسأل الله العفو والعافية- ومن يحارب الله يا عباد الله؟!! ويقول صلى الله عليه وسلم:{الربا ثلاثٌ وسبعون باباً أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه} وأيضاً ورد في الأثر: {درهمٌ ربا أشد عند الله من ستٍ وثلاثين زنية}.
فيا أمة الإسلام: متى نستيقظ؟ متى نحارب هذه الجريمة التي حلت على أهلها اللعنة؟ فقد ورد في الحديث:{أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء} أي: في الإثم سواء.
ومن العمل بشريعة الإسلام -يا عباد الله- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن أهم الواجبات وأعظم المهمات على المسلمين عموماً إبعاد القوانين الوضعية المخالفة لشريعة الإسلام، فالحكم بالقوانين الوضعية التي وضعها المخلوق لمخلوق مثله كفر وإلحاد وظلمٌ وفساد، قال الله تعالى:{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}[المائدة:٥٠] وقال الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}[المائدة:٤٤] ويقول المولى جل وعلا: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ)[الأنعام:٣٨] ففي الشريعة الإسلامية حلٌ لكل مشكلة، فهي صفوة الأديان ومسك الختام، وقد جاءت لإقامة العدل في الأرض ومنع الفساد، جاءت للإصلاح والصلاح، وتكفلت بإصلاح الأوضاع كلها، وإبطال جميع الأنظمة والقوانين الطاغوتية التي ما أنزل الله بها من سلطان، وأحكام الشريعة الإسلامية أحكام مرنةٌ لا التواء فيها ولا تعقيد كما يوجد في القوانين الوضعية.
أمة الإسلام: إن ميدان الشريعة الإسلامية واسع وفسيح، وهي مع ذلك في غاية من الحكمة والسماحة واليسر والتسهيل، وليس في الشريعة الإسلامية عجزٌ ولا قصورٌ عن حل مشاكل الحياة، بل في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم السداد والوفاء والكفاية بجميع متطلبات الحياة البشرية، والآيات التي صرحت بالحكم بما أنزل الله أكثر من مائة وخمسين آية في كتاب الله، فواجب على المسلمين أن يستمسكوا بكتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، وليهنئ بعضنا بعضاً ونحن في هذه البلاد الآمنة التي تطبق الشريعة الإسلامية يقول لي بعض الإخوان المغتربين الذي جاء من خارج البلاد، ويقسم بالله ثلاثة أيمان، يقول: والله، ثم والله، ثم والله، ما تلذذت بالنوم إلا يوم أن دخلت هذه المملكة.
أسأل الله جل وعلا أن يحفظنا بحفظه، وأن يرعانا برعايته حكاماً ومحكومين، وأن يصلح ولاة أمور المسلمين أجمعين، وأن يجعلنا وإياهم هداةً مهتدين نطبق شرع الله إنه على كل شيء قدير.
أقول قولي هذا، وأسأل الله بمنه وكرمه أن يغفر لنا جميعاً فاستغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.