لقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم فيما يروى عنه:{أن أهون أهل النار عذاباً من له نعلان وشراكان من نار، يغلي بهما دماغه كما يغلي القدر، ما يرى أن أحداً أشد منه عذاباً وإنه لأهون أهل النار عذاباً} ويقول صلى الله عليه وسلم: {يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار} من الذين أذهبوا طيباتهم في الحياة الدنيا واستمتعوا بها، من الذين عصوا الله في هذه الحياة الدنيا:{فيصبغ في النار صبغة} أي يغمس فيها {ثم يقال: يابن آدم! هل رأيت خيراً قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب!} أين الترف؟ أين المرح؟ أين الفساد في الدنيا؟
أجل -يا عباد الله- إنه نسي كل نعيم مر به في الدنيا، وقد غمس في النار غمسة واحدة، فكيف به وهو خالد فيها أبداً، يقول الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً}[النساء:١٦٨ - ١٦٩] ويقول تعالى: {ومَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً}[الجن:٢٣] ويقول جل وعلا: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً * يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا}[الأحزاب:٦٤ - ٦٦] ولن يجدي ولن يفيد ذلك.
يقولون في الدركات في جهنم:{يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا}[الأحزاب:٦٦] أجل من أطعتم؟ {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا}[الأحزاب:٦٧] هذه خاتمة قرناء السوء والأشرار: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً}[الأحزاب:٦٧ - ٦٨].
اللهم يا حي يا قيوم! يا ذا الجلال والإكرام! أنجنا من النار، اللهم أنجنا من النار، اللهم لا طاقة لنا بجهنم، اللهم لا صبر لنا على النار، اللهم أنجنا من النار، وأدخلنا الجنة دار المتقين الأبرار برحمتك يا رب الراحمين، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.