أما الحركة التي لمصلحة الصلاة فهذه لا بأس بها بل هي مطلوبة، ولذلك أخر النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس رضي الله عنهما حين صلى معه فوقف عن يساره، فأخذ برأسه من وراءه فجعله عن يمينه، فإذا تحرك المصلي لتعديل الصف، أو للقرب من الصف أو للدخول في الصف أو للدخول في الصف المقابل له أو جر أخاً له لسد الخلل بينهما فكل ذلك جائز بل مطلوب؛ لأنه من تكميل الصلاة فانتبهوا لذلك يا عباد الله.
واتقوا الله أيها المسلمون في صلاتكم؛ اتخذوها كما افترضها الله عبادة، ولا تتخذوها عادة، اخشعوا فيها لربكم وأحضروا فيها قلوبكم، وسكنوا فيها الجوارح؛ فإن الله مدح الخاشعين في صلاتهم ووعدهم بالفردوس فقال:{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}[المؤمنون:١ - ٢] إلى قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[المؤمنون:١٠ - ١١].
اللهم اجعلنا منهم بمنك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.