لقد حصلت عندنا الغفلة والإعراض وموت القلوب؛ لأننا نسينا القيامة يا عباد الله! وقد قال تعالى:{فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى * فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}[النازعات:٣٤ - ٣٨] تعدى الحدود، وعصى المعبود, ولم يقم بما خلقه الله له, فما هي نهايتهم ومصيرهم في ذلك اليوم؟! قال الله تعالى:{وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا}[الزمر:٧١] فهل ينكرون هذا؟ حتى لو أنكروا سوف تشهد عليهم أيديهم وأرجلهم بما كانوا يكسبون -نسأل الله العفو والعافية- فإذا سحبوا إلى النار وقيل لهم: ألم يأتكم الرسل؟ وأنزلت معهم الكتب؟ لا يستطيعون أن ينكروا هذا, بل يقولون:{بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ}[الزمر:٧١] فما هي النهاية؟ {قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ}[الزمر:٧٢] المتكبرين على الانقياد لله ولرسله المتكبرين عن قبول الحق