[أدلة تحريم التبرج والسفور]
يقول ربنا جل وعلا: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} [الأحزاب:٣٢ - ٣٣].
ففي هذه الآيات ينهى ربنا جل وعلا نساء النبي الكريم أمهات المؤمنين, وهن من خير النساء وأطهرهن على الإطلاق, ينهاهن عن الخضوع بالقول عند الرجال، وهن من خير النساء ينهاهن عن تليين الكلام وترقيقه, لئلا يطمع الذي في قلبه مرض شهوة الزنا, ويظن أنهن يوافقنه على ذلك.
ويأمر جل وعلا بلزومهن البيوت وينهاهن عن تبرج الجاهلية, وهو إظهار الزينة والمحاسن كالرأس والوجه والعنق والصدر والذراعين والساقين ونحو ذلك من الزينة؛ لما في ذلك من الفساد العظيم, والفتنة الكبيرة, وتحريك قلوب الرجال حتى أودت بالشباب إلى الجنون, حتى صاروا يفحطون في الشوارع بدون عقول, إن الجنون فنون!
إن تفحيط الشباب وظهورهم بهذا المظهر إنما هو من جنون القرن العشرين, وما ظهر فيه من الفتن؛ بما في ذلك من الشر المستطير الذي حصل من تبرج النساء؛ لما في ذلك من الفساد العظيم والفتنة الكبيرة وتحريك قلوب الرجال إلى تعاطي أسباب الزنا.
إذا كان الله سبحانه وتعالى يحذر أمهات المؤمنين من هذه الأشياء المنكرة مع صلاحهن وإيمانهن وطهارتهن فغيرهنَّ أولى بالتحذير والإنكار, والخوف عليهن من أسباب الفتنة، عصمنا الله وإياكم من مضلات الفتن.
ففي هذه الأوامر أحكام عامة لنساء النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن يقول ربكم جل وعلا: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب:٥٣] لأي شيء ذلك يا ربنا؟ {ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب:٥٣] ففي هذه الآية الكريمة نص واضح في وجوب تحجب النساء عن الرجال, وتسترهن من الرجال, وهذا واضح من كلام رب العالمين، أن التحجب أطهر لقلوب الرجال وقلوب النساء، وأبعد في الوقوع عن الفاحشة وأسبابها.