للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التوبة من عقوق الوالدين وقطيعة الرحم]

واحذري -يا أختي في الله- من قطيعة الرحم، واحذري من عقوق الوالدين، واحذري من السباب والشتام، وعودي لسانك على كثرة ذكر الله والتسبيح والتهليل، ثم اسمعي إلى هذه الحالة التي ذكرها بعض الأطباء، يقول: كانت امرأة مريضة مرض القلب فدخل الطبيب يريد أن يأخذ الأجهزة التي عليها لأنها قربت وفاتها، وقرب وقت انتقالها من هذه الدنيا، فلما اقترب منها الطبيب وإذا هي تفتح عينيها وتقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، ثم بعد ذلك فاضت روحها وماتت رحمها الله، فتعجب منها الطبيب! وخرج من الباب وإذا بزوجها يقابله عند الباب، فقال: ما هي الأحوال؟ قال: أحسن الله عزاءك، ولكني رأيت منها أمراً عجبت منه! قال: ماذا رأيت منها؟ قال: وأنا آخذ الأجهزة منها وهي في آخر رمق فتحت عينيها وقالت: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله فتعجبت من ذلك! قال: لا تعجب -يا أخي في الله- فهي معي منذ خمسٍ وثلاثين سنة ما تركت قيام الليل إلا من عذر الله أكبر!

فيا أمة الله: الله الله في تقوى الله، الله الله في طاعة الله عز وجل، حتى إذا نزل بك هاذم اللذات، وجاءك ملك الموت، وكانت معك أعمال صالحة ترضي الله عز وجل.

أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يرزقنا جميعاً توبةً نصوحاً، وأن يجعلنا جميعاً هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين، اللهم أقر أعيينا وأفرح قلوبنا بصلاح أولادنا ونسائنا إنك على كل شيء قدير.

اللهم أصلحنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا وقاداتنا، اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين أجمعين، اللهم وفق من سعى في هذه السلسلة واجعلها سلسلة مباركة، اللهم اجعلها سلسلة مباركة لمن قرأها وحضرها وسجلها ودعا إليها إنك على كل شيء قدير.

اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.