للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وقفة مع سورة الزلزلة]

ثم ينتقل -أيضاً- إلى سورة قصيرة ويكررها، ونحن إنما ينقصنا التكرار -أيها الإخوة في الله! - ولو أننا وقفنا مع القرآن وكررنا السور القصيرة لحصل عندنا من الخير الكثير، وحصل عندنا من قمع هذه النفس الأمارة بالسوء، اقرأ قول الله تعالى: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْأِنْسَانُ مَا لَهَا} [الزلزلة:١ - ٣] ما لها؟! لتفضحك يابن آدم, لتخرج أثقالها, الأعمال التي عملتها عليها من خير وشر، اللهم أجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ} [الزلزلة:٤ - ٦] ليكشف لهم عن تلك الأعمال التي عملوها في الحياة الدنيا {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} [الزلزلة:٧ - ٨] عند ذلك نرجع إلى قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة:١٨] وهو يوم تقسيم الشهادات.