[التحذير من رفقة السوء]
عباد الله: من كان له شابٌ مستقيم فليحافظ عليه من جلساء السوء؛ فإنهم كثروا في هذه الأزمنة -لا كثرهم الله- وما أتوا إلا بدسائس من أعداء الإسلام، الذين حسدوا المسلمين على هذا الإسلام، وعلى هذا الدين، ويريدون أن يجترفونهم معهم، ويصحبونهم معهم، في صحبة إمامهم ومقدمتهم الشيطان في نار جهنم، حيث يخطبهم ويقول: {إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ} [إبراهيم:٢٢].
عباد الله! الحذر الحذر من مضلات الفتن، والحذر الحذر من البدع المحدثة التي داهمت المسلمين في البيوت والأسواق وفي كل محل من محلاتهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
اللهم يا مُقلِّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك.
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: {يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك}.
فيا أيها الشاب! عليك بالإكثار من هذا الدعاء: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك": {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران:٨].
أسال الله الكريم رب العرش العظيم أن يهدي ضال المسلمين، اللهم اهدِ ضال المسلمين، وثبت مهتديهم يا رب العالمين!
اللهم ثبت مهتديهم يا رب العالمين!
اللهم من كان مهتدياً ومستقيماً فزده من الهدى والتقى حتى يلقاك يا رب العالمين!
ومن كان منحرفاً فاهده الصراط المستقيم حتى تنقذه من الهاوية يا رب العالمين!
اللهم اجعلنا هداةً مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، ولا مفتونين ولا مغيرين ولا مبدلين، وتوفنا وأنت راضٍ عنا يا رب العالمين!
عباد الله! اعلموا أن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي الناصح الأمين، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإنَّ يد الله مع الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار.
عباد الله: صلوا على الناصح الأمين؛ امتثالاً لرب العالمين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦].
ويقول صلى الله عليه وسلم: {من صلى علي صلاةً صلى الله عليه بها عشراً} اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد دائماً وأبداً إلى قيام الأشهاد، وبارك عليه كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
اللهم ارض عن خلفائه الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، وارزقنا اتباعهم يا رب العالمين!
اللهم ارزقنا اتباعهم يا رب العالمين!
وارزقنا الاقتداء بهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام!
يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وارزقنا الإخلاص في أعمالنا وأقوالنا، اللهم ارزقنا الإخلاص في أعمالنا وأقوالنا وتوفنا وأنت راضٍ عنا، واغفر لنا ولوالدينا ولوالد والدينا، ولجميع المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، برحمتك يا أرحم الراحمين!
اللهم نور على أهل القبور قبورهم، اللهم افسح لهم في قبورهم، واجعلها لهم روضة من رياض الجنة، خاصة بذلك المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات يا رب العالمين!
اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين أجمعين في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم وحد صفوف المسلمين، واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين!
اللهم ارحمنا جميعاً بواسع رحمتك إنك على كل شيء قدير.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ؛ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا، واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، أكثروا من ذكر الله تحيا قلوبكم، وزوروا القبور؛ فإنها تذكركم بالآخرة، واشكروا الله على هذه النعم التي ترفلون بها، وتتقلبون فيها ليلاً ونهاراً، اشكروا الله على هذه النعم، واغتنموها بصالح الأعمال، قبل أن يأتيكم ما يشعركم يا عباد الله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، واستغفروا ربكم إنه هو الغفور الرحيم.