أمة الإسلام: الحذر الحذر من الأخذ بتقاليد الغرب، والحذر الحذر من مشابهة الكفار في لباسهم وزيهم ومشيهم، فإنه من تشبه بهم فهو منهم لا تنخدعوا بما يزيفون لكم، وبما يحسنون لكم من البدع والانحرافات الضالة.
أيها المسلمون: إن أعداءكم لو دعوكم إلى الكفر أو الشرك لأبيتم، ولم تجيبوهم، ولكنهم يرضون منكم أن يهدموا أخلاقكم ودينكم من جهات أخرى، من جهات محقرات الذنوب، التي تحتقرونها في عيونكم حتى تجتمع عليكم فتوردكم إلى النار.
يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:{إن الشيطان قد أيس أن تعبد الأصنام في أرض العرب، ولكنه سيرضى منكم بدون ذلك بالمحقرات} وهي الموبقات يوم القيامة، فاتقوا الله -أيها المسلمون- ولا تنخدعوا بما يقدمه لكم أعداؤكم.
إنكم الآن على مفترق طرق، فقد فتحت عليكم الدنيا، وانهال عليكم الأعداء من كل مكان أتيتم بهم إلى بلادكم، وأعززتموهم بعد أن ذلهم الإسلام، ورفعتم قدرهم بعد أن حطهم الإسلام، فإن الإسلام يقول: خذوا منهم الجزية عن يد وهم صاغرون، وأنتم رفعتم مكانتهم، وأتيتم بهم ليفسدوا في ديار المسلمين.
قدم البعض عليكم بعاداتهم السيئة وتقاليدهم المنحرفة، وسافر البعض منكم إلى بلادهم، وشاهدتموهم في وسائل الإعلام في الصحف والمجلات والتلفاز، فإما أن يكون في دينكم صلابة فتتحطم عليها مكائد الأعداء، وفيكم قوة الشخصية الإسلامية فلا تعتدون ولا تغترون بهم، وتتمسكون بما كان عليه أسلافكم الصالحون، فتنالون خير الدنيا والآخرة.
وإما أن يكون الأمر بالعكس لين في الدين، وضعف في الشخصية، وانهيار أمام المثيرات، فتبوءون بالصفقة الخاسرة فيالها من خسارة لا تعوض! ويا له من كسر لا يجبر! إن انطبق عليكم قول الحق جل وعلا:{قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}[الزمر:١٥].
اللهم اجعلنا هداة مهتدين نقول بالحق ونعمل به، اللهم اجعلنا هداة مهتدين نأمر بالمعروف ونأتمر به، وننهى عن المنكر ونجتنبه، اللهم لا تجعلنا ضالين ولا مضلين يا رب العالمين، اللهم أصلح أولادنا ونساءنا، اللهم أصلح نساء المسلمين أجمعين، اللهم خذ بأيدينا إلى طريقة النجاة يا رب العالمين، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا وأسأل الله بمنه وكرمه أن يغفر لنا جميعاً إنه هو الغفور الرحيم، واستغفروه يغفر لكم.