[نظرة الشريعة الإسلامية إلى هذه الجريمة]
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
أيها المسلمون: اتقوا الله حق تقاته، عباد الله! احذروا وحذروا من اللواط، وعجباً يا عباد الله! أن نرى تلك العادة الشائنة القبيحة تنتقل من أولئك الأشرار الذين خسف الله بهم إلى غيرهم من النوع الإنساني مع أنها لم تكد توجد في الحيوانات الأخرى، فإنكم لا تكادون تجدون حيوانا من الذكور يأتي ذكراً مثله اللهم إلا قليلاً نادراً.
إن جريمة اللواط فيها عار وخزي ودمار.
عباد الله: إن ما نسمعه من الذين قد أذهب الله عقولهم بما يستعملونه من المسكرات والمخدرات، أو انتزع الله منهم الحياء من فعلهم القبيح، فكيف يليق برجل يبلغ من العمر أربعين سنة أن يرتكب جريمة اللواط بطفل لا يبلغ الرابعة من عمره ثم بطفل لم يبلغ الخامسة من عمره ثم بطفل لم يبلغ السادسة من عمره؟ اللهم إنا نسألك العفو والعافية: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّاب} [آل عمران:٨].
ثم البعض من الذين انتزع الله منهم الحياء إذا عملوا جريمة اللواط؛ أتبعوها بجريمة القتل، فإنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اهدنا لسوء السبيل، اللهم اهدنا صراطك المستقيم، اللهم جنبنا طريق المغضوب عليهم وطريق الضالين.
أمة الإسلام: أرشدنا الشارع الحكيم إلى قتل من ارتكب هذه الجريمة ولذلك ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {من رأيتموه يعمل عمل قوم لوط؛ فاقتلوا الفاعل والمفعول به}.
عباد الله: كذلك يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط} وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {لعن الله من عَمِلَ عَمَل قوم لوط، لعن الله من عَمِلَ عَمَل قوم لوط، لعن الله من عَمِلَ عَمَل قوم لوط، ثلاث مرات} وقال ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {لا ينظر الله إلى رجل أتى رجلاً أو امرأة في دبرها} ويروي أنس رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من مات من أمتي يعمل عمل قوم لوط نقله الله تعالى إليهم حتى يحشره معهم}.
عباد الله: إن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار وصلوا على رسول امتثالا لأمر الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد القائل: {من صلى علي صلاة الله عليه بها عشراً}.
اللهم صلِّ على نبينا محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى أن ترضى عن أصحاب رسولك أجمعين وفي مقدمتهم الخلفاء الراشين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين، ودمر المفسدين يا رب العالمين.
اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا وأئمة المسلمين أجمعين، اللهم أصلح أولادنا ونساءنا واجعلنا وإياهم هداة مهتدين.
اللهم إنا نسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان، بديع السماوات والأرض، ياذا الجلال والإكرام! يا حي يا قيوم! نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا بلاء ولا غرق.
اللهم إنا خلقٌ من خلقك فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وتر حمنا لنكونن من الخاسرين، اللهم اسقنا، اللهم أنت أرحم بنا من أمهاتنا، اللهم أنت أرحم بنا من أنفسنا يا أرحم الراحمين، يا أكرم الأكرمين! يا أجود الأجودين! يا من خزائنه ملأى! لا تضره النفقات، اللهم اسقنا سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا بلاء ولا غرق يا أرحم الراحمين.
اللهم احيي بلدك الميت، اللهم انشر رحمتك على العباد يا من له الدنيا والآخرة وإليه المعاد، لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب الأرض ورب العرش الكريم مفرج الكربات، مغيث اللهفات مجيب الدعوات، سامع الأصوات، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا أرحم الراحمين! يا من قال وقوله الحق: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم} [غافر:٦٠].
اللهم هذا الدعاء وعليك الإجابة، وهذا الجهد وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا بك، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد، اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا واللواط والسفور والتبرج والأفلام الخبيثة والأغاني الماجنة والأخلاق السافلة، اللهم ارفعها عنا بمنك وكرمك، واهدنا لطاعتك وجنبنا معاصيك، اللهم افتح على قلوبنا لقبول الحق يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [النحل:٩٠ - ٩١] واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.