عباد الله: الأدلة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في وجوب الصلاة في جماعة وإقامتها في بيوت الله كثيرة:
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أعمى قال:{يا رسول الله! إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال: نعم.
فلما ولى دعاه صلى الله عليه وسلم وقال له: هل تسمع النداء؟ -هل تسمع الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله الله، أشهد أن محمداً رسول الله، هل تسمع: حي على الصلاة، حي على الفلاح؟ - قال: نعم، قال: فأجب}.
أمة الإسلام: ما أكثر من يسمع الأذان ويضع الغطاء على رأسه، ما أكثر من يسمع الأذان وينام ويهنأ تحت المكيف عصياناً لله ولرسوله، متى يجد غب ذلك؟ يجد غب ذلك:{يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}[الشعراء:٨٨ - ٨٩].
عباد الله: إن مكبرات الصوت حجة عليكم، إنها ليست تسمع فحسب بل هي تهز البيوت، ولكن -مع الأسف الشديد- أكثر المجاورين لبيوت الله لا يحضرون الصلوات، اللهم اهدهم بهداك، أو أزلهم عن مجاورة بيوتك المطهرة، فإنهم -ولا حول ولا قوة إلا بك- لا يحضرون الصلاة، يسمعون الأذان والإقامة ويسمعون الصلاة تقام ولا يحضرون الصلوات مع الجماعة في المساجد، إنها المصيبة العظمى يا عباد الله! إنه الخطر الكبير الذي يشعر أن الكثير من المسلمين قد تخلوا عن دينهم الحنيف!
نعم يا عباد الله! إنه الخطر الجسيم الذي يشعر أن الكثير من المسلمين ابتعدوا عن أهم موقف يقف به العبد بين يدي رب العالمين، إنها المصيبة العظمى، إنه الإعلان من كثير من المسلمين بترك عمود الإسلام، ومع الأسف الشديد إنهم إذا تركوا عمود الإسلام وتركوا الصلاة فإنهم كفار مرتدون لا يصلى على جنائزهم ولا تتبع، ولا يعاد مرضاهم، ولا يدفنوا في مقابر المسلمين، ولا يغسلون إذا ماتوا، والله ثم والله لو أتي بجار من جيران المسجد وأخبرنا أنه لا يصلي فلن نصلي عليه، بل نتركه يخزيه الله في الدنيا قبل الآخرة.
نعم -يا عباد الله- نقولها بصراحة: لو أتي بأحدٍ من جيران المسجد الذين لا يشهدون الصلاة، وجاء شهود على تركه للصلاة فلا نصلي عليه؛ ليخزيه الله في الدنيا قبل الآخرة، ألا فليتقوا الله، ألا فليخافوا الله عز وجلَّ قبل أن يأتيهم أمر الله وهم غافلون، إنا لله وإنا إليه راجعون!