ونجد من المسلمين اليوم -وهم كثير من أولاد المسلمين، نسأل الله أن يردهم إلى الحق رداً جميلاً- من لا يقيمون الصلاة ولا يحافظون عليها، فلا يصلون مع الجماعة، ولا يأتون بشروطها وأركانها وواجباتها، فلا يبالون بالطهارة أتقنوها أم فرطوا فيها، ولا يصلون في الوقت المحدد للصلاة، ولا يطمئنون في القيام والقعود والركوع والسجود فنجد أن من الناس الذين قالوا إنهم مسلمون من لا يصلي، بل من يسخر ويستهزئ بمن يصلي.
ونجد من المسلمين من هو جماعٌ للأموال مناع لحقها، لا ينفق مما رزقه الله فلا زكاة ولا صدقة ولا أعمال بر، ومع ذلك تجد الكثير من هؤلاء يبذلون أموالهم فيما لا ينفعهم, بل فيما حرم الله عليهم أحياناً.
إن المسلمين اليوم في حالة يرثى لها؛ من تضييع لفرائض الله، وتعد لحدود الله, وتهاون في شريعة الله, ونسيان لذكر الله, وأمن من مكر الله, واعتلاء بما خلق لهم، وغفلة عما خلقوا له؛ ولهذا سُلط عليهم أعداؤهم, فأذلوهم واستهانوا بهم وتلاعبوا بهم سياسياً واقتصادياً، حتى صاروا:{كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ}[البقرة:١٧١] فإنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا، اللهم ردنا إليك رداً جميلاً، اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا، وفي انتظار فريضة من فرائضك التي مننت بفرضها علينا، نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، يا منان! يا بديع السماوات والأرض! يا ذا الجلال والإكرام! يا حي يا قيوم! نسألك أن تحبب إلينا الإيمان وإلى أهلينا وأولادنا، وأن تزينه في قلوبنا وترسخه فيها، وأن تكره إلينا وإلى أهلينا وأولادنا الكفر والفسوق والعصيان وتباعدها عنا، وأن تهيئ للأمة الإسلامية من أمرها رشداً.
اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا, وأئمة وولاة أمور المسلمين أجمعين، واغفر اللهم لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات برحمتك يا أرحم الراحمين، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين, فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.