وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم:{أن المسلمين يقاتلون اليهود، حتى إن الشجر والحجر يقول: يا عبد الله! يا مسلم! تعال، خلفي يهودي فاقتله، إلا شجر الغرقد، فإنه من شجر اليهود}{فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى: إني قد أخرجتُ عباداً لي لا يدان لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم، فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء، ويُحصر نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابُه، حتى يكون رأس الثور بأحدهم خيراً من مائة دينار لأحدكم اليوم -هكذا الرسول صلى الله عليه وسلم يخاطب الصحابة رضي الله عنهم- قال صلى الله عليه وسلم: فيرغب نبي الله عيسى وأصحابُه إلى الله عزَّ وجلَّ، فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم، فيصبحون فرسنى، كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابُه إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله عزَّ وجلَّ، فيرسل الله طيراً كأعناق البُخت، فتحملهم، فتطرحهم حيث شاء الله، ثم يرسل الله مطراً، لا يُكَنُّ منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة، ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتك، وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفها -لا إله إلا الله! - ويبارك في الرسل حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس، فبينما هم كذلك، إذ بعث الله ريحاً طيبة، فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم، ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحُمُر} -يعني: كالحمير- لا يعرفون معروفاً، ولا ينكرون منكراً نسأل الله العفو والعافية! ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أمثال للساعة، فقال صلى الله عليه وسلم:{تقوم الساعة والرجلان بينهما ثوب قد سلاه يتبايعانه، فلا يمكنهما البيع ولا طي الثوب} لا إله إلا الله! المثال الثاني: {وتقوم والرجل قد انصرف بلبن ناقته ليشربه، فلا يتمكن من شربه} الثالث: {وتقوم والرجل قد رفع اللقمة إلى فمه، فلا يطعمها} الرابع: {وتقوم والرجل يصلح حوض إبله، ليسقيها، فلا يسقي فيه، وذلك عندما يأمر الله عزَّ وجلَّ إسرافيل فينفخ في الصور نفخة الصعق، وهي التي يموت فيها من في السماوات ومن في الأرض، إلا من شاء الله}{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ}[الرحمن:٢٦ - ٢٧].