الحمد لله الذي حذر المؤمنين من تولي الكفرة, في قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ}[الممتحنة:١٣] وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, الواحد القهار الذي بيده أزمّة الأمور يغني ويفقر, يعطي ويمنع, لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي بلغ البلاغ المبين, ونصح الأمة وتركها على البيضاء ليلها كنهارها, اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فيا عباد الله: اتقوا الله عز وجل, وتمسكوا بالكتاب والسنة، وطبقوهما علماً وعملاً واعتقاداً, ولا تبغوا لهما بديلاً, ولقد أثنى الله تعالى على الذين يتمسكون بكتابه الذي يقودهم إلى اتباع رسوله محمد صلى الله عليه وسلم, كما هو مكتوب فيه فقال تعالى:{وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ}[الأعراف:١٧٠] أي: يعتصمون به ويأتمرون بأوامره، وتركون زواجره.