(بَاب النَّوَادِر فِي الْهَمْز)
(بَاب الْألف فِي الْهَمْز)
أنتَ الرجل يأنِت أنيتاً، وَهُوَ أشدّ من الأنين. وأنَأتُ اللحمَ إناءة، مثل أنَعْتُ إناعة، إِذا تركته نِيئاً، وأنهأته إنهاءً، فَهُوَ: مُنْهَأ، مثل مُنْهَع، ومُنْأَء، مثل مُنْعَع. وانتسأتُ عَنْك انتساءً، إِذا تَبَاعَدت. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا انتسأوا فَوْتَ الرِّماح أتتهمُ ... عوائرُ نبْل كالجَراد نُطِيرها)
وأنسأتُ الرجلَ فِي الدَّين إنساءً، إِذا أخّرته، وأنسأ الله أجَله، والنَّسِيئة من هَذَا اشتقاقها. وَأَجَازَ أَبُو زيد: نَسَأ الله أجلَه، بِغَيْر ألف. والمثل السائر: عَرَفَتْني نَسَأها الله، يَعْنِي فرسا بَاعهَا فَلَمَّا رَأَتْهُ بعد زمَان ميزته فَقَالَ ذَلِك. وَتقول: أبْدَأتُ من أَرض إِلَى أُخْرَى أُبدي إبداءً، إِذا خرجت مِنْهَا الى غَيرهَا. وأوبأتِ الأرضُ إيباءً فَهِيَ مُوبِئة ووَبِئة، إِذا كثر مَرضهَا، ووُبئت فَهِيَ موبوءهّ، وَالِاسْم الوَباء. وأبأتُ على فلَان مالَه أُبيئه إباءةً، إِذا أرحت عَلَيْهِ إبِله وغنمه، وأبأتُ القومَ منزلا إباءة مِنْهُ. وبوّأتُهم تبويئاً، إِذا نزلت بهم إِلَى سَنَد جبل أَو شاطىء نهر. وَالِاسْم المَباءة والبِيئة، وَهِي الْمنزل. وأبّنتُ الرجل تأبيناً، إِذا ذكرت محاسنه بعد مَوته. قَالَ متمِّم بن نُويرة:
(لَعَمري وَمَا دهري بتأبينِ هالكٍ ... وَلَا جَزَعاً مِمَّا أصَاب فأَوْجَعا)
وَقَالَ الراجز: فامدَحْ بِلالاً غيرُ مَا مؤبَّنِ أتراه كالبازي انْتَمَى فِي المَوْكِنِ يَقُول: غيرَ هَالك يحْتَاج إِلَى الْبكاء عَلَيْهِ. وأبّنتُ الأثرَ، إِذا قَفَوْته، تأبيناً. وأرجأتُ الأمرَ إرجاءً، إِذا أخّرته، وَأهل النِّحلة يسمّون المُرجئة أهل الإرجاء. وأرفأتُ السَّفِينَة إرفاءً، إِذا كلأّتها وأدنيتها من الأَرْض. وأرأمتُ الجرحَ إرآماً: داويته حَتَّى يبرأ فيلتئم، وَقد رَئمَ الْجرْح رِئْماناً، إِذا التأم. وأردأتُ الرجلَ إرداءً، إِذا كنت لَهُ رِدْءاً، وَهُوَ العَون. وأَرِنَ البعيرُ يأرَن أرَناً، إِذا نشط ومرح.
وأرَرْتُ الْمَرْأَة أؤرُّها أرّاً، إِذا نكحتها. وَرجل مِئرّ: كثير النِّكاح.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute