(يَخْرُجن من شَرَباتٍ مَاؤُهَا طَحِلٌ ... على الْجُذُوع يَخَفْنَ الهَمِّ والغَرَقا)
والضفادع لَا يَخْفَن الْغَرق. قَوْله: الشَّرَبات: حُفَر تُحفر حول النّخل يُصَبّ فِيهَا المَاء لتشرب،)
والطَّحِل: الَّذِي فِيهِ الطّحْلُب.
وَقَالَ آخر: نَفُضُّ أُمَّ الْهَام والتَّرائكا الترائك: بَيض النعام، فظنّ أَن البَيض كلَّه تَرائك.
وَقَالَ الآخر: بَرِيّة لم تَأْكُل المرقَّقا وَلم تَذُقْ من الْبُقُول فُسْتُقا فظنّ أَن الفستق بقل.
(وَمِمَّا تكلّموا بِهِ فأعرب)
سَوْذق وسَوْذَنيق وسُوذانِق، وَهُوَ الشاهين.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم: الزِّنديق فارسيّ معرَّب، كَأَن أَصله زَنْده كَر، أَي يَقُول بدوام بَقَاء الدَّهْر. قَالَ بكر: زِنْدَهْ: الْحَيَاة، والكَرْ: الْعَمَل بِالْفَارِسِيَّةِ.
(بَاب مَا وصفوا بِهِ الْخَيل فِي السرعة)
قَالَ امْرُؤ الْقَيْس بن حُجر:
(وسالفةٌ كسَحوق اللِّيا ... نِ أَضْرَمَ فِيهَا الغَوِيُّ السُّعُرْ)
اللِّيان جَمِيع لِينة، وَهِي النَّخْلَة، والسَّحوق: الطَّوِيلَة، وَقَوله: أضرَم فِيهَا الغَوِيُّ السُّعُرْ، أَرَادَ حفيف عنُق الْفرس فِي جريها كحفيف نَار فِي نَخْلَة. وَقَالَ طُفيل:
(كأنّ على أعرافه ولِجامه ... سَنا ضَرَمٍ من عَرْفَجٍ متلهِّبِ)
أَرَادَ حفيف جريه فشبّهه بالحريق. والضّرَم: الْحَطب الدَّقِيق، وَهُوَ سريع الالتهاب وَقَوله: سَنا ضَرَم، أَي ضوء نَار. وَمثله قَول امرىء الْقَيْس:
(جَنوحاً مَروحاً وإحضارُها ... كمعمعة السَّعَف المُوقَدِ)
الجَنوح: الَّتِي تميل من نشاطها فِي أحد شِقّيها. وَقَالَ العجّاج: كأنّما يَستضرمان العَرْفَجا يصف حمارا وأتاناً فشبّه اضطرامهما فِي جريهما باضطرام العَرْفَج، والعَرْفَج شَدِيد الاضطرام لَهُ حفيف. وَقَالَ الآخر:)
من كَفْتِها شَدّاً كإضرام الحَرَقْ الكَفْت: السرعة، يُقَال: مرّ كفيت، أَي سريع، وكل مَا أَوقدت بِهِ النارُ فَهُوَ حَرَق لَهَا.
وَمن غير هَذِه الصّفة قَول الآخر:
(وَقد أغتدي والطيرُ فِي وكُناتها ... بمنجردٍ قَيْدِ الأوابدِ هَيْكَلِ)
وَقَالَ الآخر:
(بمقلِّصٍ عَتَدٍ جَهيزٍ شَدُّه ... قَيْدِ الأوابدِ فِي الرِّهان جَوادِ)
يُرِيد أَنه إِذا جرى خلف الأوابلم يلبِّثها أَن يلْحقهَا فَكَأَنَّهَا مقيَّدة. وَقَالَ آخر فِي هَذَا النَّعْت: