للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(كَأَن دنانيراً على قَسِماتهم ... وَإِن كَانَ قد شفَّ الوجوهَ لِقاءُ)

وَمن ذَلِك قيل: رجل وسيم قسيم. والقَسامة: الْجَمَاعَة من النَّاس يشْهدُونَ أَو يحلفُونَ على الشَّيْء، وسُمّوا قَسامة لأَنهم يُقْسِمون على الشَّيْء أَنه كَانَ كَذَا وَكَذَا أَو لم يكن. وأقسمتُ بِاللَّه أُقسم إقساماً فَأَنا مُقْسِم. وَقد سمّت الْعَرَب قاسماً وقسّاماً وقُسَيْماً ومقسِّماً ومِقْسَماً وقَسيماً.

والقَسْم: مَوضِع مَعْرُوف. وَأصْبح فلَان متقسِّماً، إِذا أصبح مشترَكَ الخواطر بالهموم. وَقَالُوا: فلَان مقسَّم الْوَجْه، إِذا كَانَ جميلاً. والقَسَام: الحرّ الشَّديد وَهَكَذَا فُسّر فِي شعر النَّابِغَة.

والقَسَاميّ، زَعَمُوا: الَّذِي يَبْتَدِئ طيَّ الثَّوْب حَتَّى يُطوى بعد ذَلِك على طيّه. وحصاة القَسْم: المَقْلَة الَّتِي تُجْعل فِي القَعْب فيُصَبّ عَلَيْهَا المَاء حَتَّى يغمرها ويُشرب، وَإِنَّمَا يَفْعَلُونَ ذَلِك عِنْد ضِيق المَاء عَلَيْهِم. والقَسيمة فِيهَا قَولَانِ، قيل: طُلُوع الْفجْر، وَقيل: جَونة العطّار. قَالَ عنترة:

(وكأنّ فأرَةَ تاجرٍ بقَسيمةٍ ... سَبَقَتْ عوارضَها إِلَيْك من الفمِ)

والقَسُوميّات: مَوضِع، زَعَمُوا، مَعْرُوف. قَالَ زُهَيْر:

(ضَحّوا قَلِيلا قَفا كُثْبانِ أسْنُمَةٍ ... ومنهمُ بالقَسوميّات معترَكُ)

والمَقْس: خُبث النَّفس تمقّست نفسُه تمقُّساً، إِذا غَثَتْ. وَذكر الْأَصْمَعِي أَن صَبيا من الْأَعْرَاب)

صَاد صداةً أَو بومةً وَهُوَ يحسبها سُماناةً فَلَمَّا أكلهَا غَثَتْ نفسُه فَقَالَ: نَفسِي تَمَقَّسُ من سُمانَى الأقْبُرِ وَقد سمّت الْعَرَب مَقّاساً، وَهُوَ اسْم شَاعِر من شعرائهم.

[سقن]

سَنِقَ الحِمارُ وغيرُه يسنَق سَنَقاً، إِذا بَشِمَ عَن العشب. وأنشدنا الأُشنانْداني، أحسِبه عَن التوّزي عَن أبي عُبيدة:

(إِنِّي امْرُؤ أعتفي الحاجاتِ أطلبُها ... كأنني سَنِقٌ يُرمى بِهِ عُشُبُ)

قَوْله: أعتفي: آخذ الْعَفو يُرِيد: آخذ عَفْو النَّاس. والقِنْس: الأَصْل. قَالَ الراجز: خَليفَة ساسَ بِغَيْر فَجْسِ فِي قِنْسِ مَجْدٍ فَاتَ كلَّ قِنْسِ وكل شَيْء ثَبت تَحت شَيْء أَو فِي شَيْء فَهُوَ قِنْسٌ لَهُ وَمِنْه اشتقاق القَوْنَس، الْوَاو زَائِدَة، وَهُوَ أَعلَى الْبَيْضَة وقَوْنَسُ الفرسِ من ذَلِك، وَهُوَ الْعظم الَّذِي تَحْتَهُ العُصفوران هَكَذَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة، وَقَالَ الْأَصْمَعِي: القَوْنَس والعصفور سَوَاء. قَالَ الشَّاعِر:

(إضْرِبَ عنكَ الهمومَ طارقَها ... ضَرْبَكَ بالسّوط قَوْنَسَ الفَرَسِ)

أَرَادَ: إضْرِبَنْ. والنِّقْس الَّذِي تسمّيه العامّة المِداد: عربيّ مَعْرُوف. قَالَ الشَّاعِر:

<<  <  ج: ص:  >  >>