للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَيُقَال: تقدمَ الفرّاطُ قبل الوُرّاد، أَي الَّذين يتقدّمون فيصلحون الأرْشِيَة والدِّلاء، وكل متقدِّم فارط. وفَرَطَ من فلَان إليّ كَلَام، إِذا تقدم مِنْهُ إِلَيْك، وَأكْثر مَا يستعملون ذَلِك فِي نَوَادِر كَلَامهم الْمَكْرُوه. وفُرّاط القَطا: متقدماتها إِلَى الوِرْد. وَفرس فُرُط: مُتَقَدّمَة للخيل فِي سَيرهَا. قَالَ لبيد:

(وَلَقَد شهدتُ الخيلَ تَحْمِلُ شِكَّتي ... فُرُطٌ وِشاحي إِذْ غَدَوْت لِجامُها)

وُيروى: إِذْ نزلتُ. والأفراط: آكام تتقدمّ فِي الطُّرق. قَالَ الشَّاعِر:

(إِذا الليلُ أدجَى واكفهر نجومُه ... وصاحَ من الأفراطِ بُومٌ جَواثمُ)

وَهِي الفُرُط أَيْضا. قَالَ الشَّاعِر:

(أم هَل سَمَوْتُ بجرّارٍ لَهُ لَجَب ... يَغْشَى مخارمَ بَين السَّهل والفرُطِ)

وَيُقَال: مَا أَلْقَاك إِلَّا فِي الفَرْط، أَي بعد مدّة. وَإِيَّاك والفَرَطَ والفَرْطَ فِي القَوْل، أَي التجاوز للحدّ.

وأفرطتُ القِرْبَة إفراطاً، إِذا ملأتها. وغدير مفْرَط: ملآن. قَالَ الشَّاعِر:

(يرجِّع بَين خُرْم مُفْرَطاتٍ ... صَوافٍ لم تكدِّرْها الدِّلاءُ)

الخرْم: غدر يتخرَّم بَعْضهَا إِلَى بعض. وأفرطت القومَ، إِذا تَركتهم وَرَاءَك وتقّدمتهم. وَفِي التَّنْزِيل: وأنَّهم مُفْرَطون، أَي مؤخَّرون، وَالله أعلم. وأفرطتُ فِي الْأَمر إفراطاً، إِذا أَنْت جَاوَزت الْحَد فِيهِ، وفرَّطتً فِيهِ تفريطاً. قَالَ أَبُو زيد: أفرطتُ على بعبري، إِذا حملت عَلَيْهِ أَكثر مِمَّا يُطيق. وَيُقَال: فرطت الرجلَ، إِذا مدحته حَتَّى أفرطت فِي مدحه.

والفَطْر: مصدر فطر الله عزّ وجلّ الخَلْقَ يفطِره ويفطره فَطْراً، إِذا أنشأه. وتقدمّ أعرابيّان إِلَى حَاكم فِي بِئْر فَقَالَ أَحدهمَا: أَنا فَطَرْتُها، أَي أنشأتها. وفَطَرَ نابُ الْبَعِير، إِذا طلع، فُطوراً، والجمل حِينَئِذٍ فاطِر، اكتفوا بفاطر عَن ذِكر الناب. وانفطر العودُ وغيرُه انفطاراً، إِذا انصدع أَو انشقّ. وأفطرَ الصائمُ إفطاراً، وَاسم مَا يَأْكُلهُ: الفَطور، بِفَتْح الْفَاء. وَطَعَام فَطير: لم يختمر، وكل مَا أعجلته عَن إِدْرَاكه فَهُوَ فَطير، وَمِنْه قَول عبد الله بن وَهْب الرَّاسِبِي يَوْم النهرَوان: إيّايَ والرأيَ الفَطيرَ، أَي لَا تستعجلوا بِالرَّأْيِ حَتَّى يستحكم. قَالَ: وَنزل مُعَاوِيَة بِامْرَأَة من كلب وَقد سَغِبَ فَقَالَ: هَل من طَعَام فَقَالَت: حَاضر، فَقَالَ: صِفِيه لي، قَالَت: خُبْز خَمير وحَيْس) فَطير وَمَاء نَمير ولبنٌ جَهير. قَوْلهَا: جَهير، أَي لم يمذق بِمَاء هُوَ رائب كحاله، وفَطير، أَي لم يَغِبَّ فَهُوَ أطيب، وَالْمَاء النَّمير: النامي فِي المَشارِب وَالَّذِي تحسُن عَلَيْهِ الْأَجْسَام. والفِطْرَة: الجِبلَّة الَّتِي فطر الله تَعَالَى عَلَيْهَا الخَلْقَ. ورُوي فِي الحَدِيث: كل مولودٍ يُولد على الفِطْرَة.

وَسيف فُطار: فِيهِ صُدوع. قَالَ الشَّاعِر:

(حُسام كالعقيقة فَهُوَ كِمْعي ... سلاحي، لَا أفَلَّ وَلَا فُطارا)

والفُطْر: شَبيه بالكَمْأة بِيض عِظَام، الْوَاحِدَة فُطْرَة. والنَّفاطير، الْوَاحِدَة نُفْطُورة، وَهِي الْكلأ المتفرِّق.

[رطق]

الرَّقَط والرُّقْطَة: سَواد تشوبه نُقَط بياضٍ أَو بياضٌ تشوبه نُقَط سَواد، يُقَال: دجَاجَة رَقْطاءُ وديك أرقَطُ، وحية رَقْطاءَ، إِذا كَانَت كَذَلِك، وَالذكر أرْقَطُ. وَرُبمَا كَانَ الرَّقَط فِي الْإِنْسَان أَيْضا، وَهِي لُمَع كالخِيلان فِي الْجَسَد، أَو أكبر مِنْهَا، وَكَانَ عُبيد الله بن زِيَاد أرقَطَ شديدَ الرقْطَة فاحشَها.

والرَّقْطاء: لقب الْهِلَالِيَّة الَّتِي كَانَت فِيهَا قصَّة المُغيرة. وحُمَيْد الأرقَط: أحد رُجّازهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>