للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(ثَوَتْ وثَوى فِي كَرْمها ابنُ مدينةٍ ... مُقيما على مِسْحاته يتركَّلُ)

يَعْنِي عبدا، ويُروى: يظلُّ على. ومَدْيَن: اسْم أعجمي، فَإِن اشتققته من الْعَرَبيَّة فبالياء زَائِدَة وَهُوَ من مَدَنَ بِالْمَكَانِ، إِذا أَقَامَ بِهِ. فأمّا المَيّدان فأعجميّ معرَّب. والمَدان: صنم، زَعَمُوا، وَدفع ذَلِك ابنُ الْكَلْبِيّ، وَله فِيهِ حَدِيث. وَإِلَيْهِ يُنسب بَنو عبد المَدان، بطن من الْعَرَب، وَيُمكن أَن يكون اشتقاقه من دَان يدين، إِذا أطَاع، وَهُوَ مَفْعَل كَمَا قَالُوا مَطار ومَطْيَر من طَار يطير.

والنَّدَم: مَعْرُوف نَدِمَ ندَماً فَهُوَ نادم، والنّديم والنَّدمان وَاحِد، وَهُوَ الَّذِي ينادمك على الْخمر هَكَذَا يَقُول أَبُو عُبَيْدَة وَله فِيهِ شرح يطول. وللنديم والنَّدمان اشتقاق قد ذَكرْنَاهُ فِي كتاب الِاشْتِقَاق.)

[دمو]

الدَّوْم: نخل المُقْل. ودُومة الجندل، بضمّ الدَّال: مَوضِع هَكَذَا يَقُول بعض أهل اللُّغَة، وأصحابُ الحَدِيث يَقُولُونَ: دَومة الجندل، بِفَتْح الدَّال، وَذَلِكَ خطأ. ودَوْمان، قَالَ قوم: رجل، وَقَالَ آخَرُونَ: اسْم مَوضِع. قَالَ أَبُو بكر: هُوَ دَوْمان بن بُكَيْل، فَأَما دُومة الجندل فمجتمعه ومستداره كَمَا تدوم الدُّوّامة، أَي تستدير. ودوّمتِ الشَّمْس فِي كبد السَّمَاء. ودوّم الطائرُ ودام، إِذا حلّق فِي السَّمَاء، وَحَام أَيْضا، إِذا دَار. والدُّوَام مثل الدُّوَار سَوَاء يُقَال: بِهِ دُوَام ودُوَار. ودام الشيءُ يَدُوم دَوَماناً وأدمتُه أَنا إدامةً، إِذا سكّنته. ونُهي عَن الْبَوْل فِي المَاء الدَّائِم، أَي السَّاكِن. وأدمتُ القِدْرَ، إِذا غلتْ فنضحتَ عَلَيْهَا الماءَ الْبَارِد لتَسْكُنَ. وَكَانَ الْأَصْمَعِي يُنكر بَيت ذِي الرُّمَّة:

(حَتَّى إِذا دوّمتْ فِي الأَرْض راجَعَه ... كِبْرٌ وَلَو شَاءَ نجّى نفسَه الهَرَبُ)

وَيَقُول: لَا يكون التدويم إِلَّا فِي السَّمَاء وَأنكر ذَلِك عَلَيْهِ قوم من أهل الْعلم وَقَالُوا: لمَ سُمِّيت الدُّوّامة. وَبَنُو دَوْمان: بطن من الْعَرَب. والوَمَد: شدّة الحرّ وَسُكُون الرّيح وَمِدَ يومُنا يَوْمَدُ ومَداً، وَهُوَ يَوْم وَمِدٌ، وَالِاسْم الوَمَد.

(دَمه)

دَمَهَتْه الشمسُ، إِذا صمحته، فَهُوَ مدموه. وَيَوْم دَمِهٌ، إِذا كَانَ شَدِيد الحرّ دَمِهَ يومُنا دَمَهاً، وَرجل مدموه. وَإِذا التهبت الرَّمضاء من شدّة الحرّ قيل: دَمِهَتْ دَمَهاً. والدَّهْم: الْعدَد الْكثير عدد دَهْم، أَي كثير. ودَهِمَهم الْأَمر يدهَمهم، إِذا غشيهم. وَفرس أدْهَمُ حسن الدُّهْمَة، أسود، وادهامَّ الفرسُ ادهيماماً، إِذا اشتدّ سوَاده. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله جلّ وعزّ: مُدْهامَّتانِ، أَي سوداوان من شدّة الخضرة. وَكَانَ أَبُو حَاتِم يَقُول إِن السوَاد سُمّي سَواداً لِكَثْرَة الخضرة فِيهِ والسواد عِنْد الْعَرَب خُضرة. قَالَ الشمّاخ:

(سَرَيْتُ بهَا من ذِي المَجاز فنازعتْ ... زُبالةَ سربالاً من اللَّيْل أخضرا)

<<  <  ج: ص:  >  >>