للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(حرف الثَّاء وَمَا بعْدهَا من سَائِر الْحُرُوف فِي الثنائي الصَّحِيح)

[ث ج ج]

ثججت المَاء أثجه ثَجًّا إِذا صببته صبا كثيرا. وَكَذَلِكَ فسر فِي التَّنْزِيل فِي قَوْله جلّ وَعز: {مَاء ثجاجا} . وَهَذَا مِمَّا جَاءَ فِي لفظ فَاعل والموضع مفعول لِأَن السَّحَاب يثج المَاء فَهُوَ مثجوج.

وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: ثججت المَاء وثج المَاء وانثج المَاء كَمَا قَالُوا: ذرفت الْعين الدمع وذرف الدمع فَهُوَ ذارف ومذروف. قَالَ الراجز:

(حَتَّى رَأَيْت العلق الثجاجا ... )

(قد أخضل النحور والأوداجا ... )

وَفِي الحَدِيث:

تَمام الْحَج العج والثج. فالعج: العجيج فِي الدُّعَاء والثج: سفك دِمَاء الْبدن وَغَيرهَا.

[جثث] وَاسْتعْمل من معكوسه: جثثت الشَّجَرَة وَغَيرهَا جثا إِذا انتزعتها من أَصْلهَا. وَفسّر قَوْله جلّ ثَنَاؤُهُ: {اجتثت من فَوق الأَرْض مَا لَهَا من قَرَار} من هَذَا وَالله أعلم.

والمجثة والمجثاث: حَدِيدَة يقطع بهَا الفسيل والفسيلة جثيثة. قَالَ الراجز فِي النّخل:

(أَقْسَمت لَا يذهب عني بَعْلهَا ... )

(أَو يَسْتَوِي جثيثها وَجعلهَا ... )

البعل من النّخل: مَا اكْتفى بِمَاء السَّمَاء. والجعل: مَا نالته الْيَد. وَفِي كتاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم لأكيدر بن عبد الْملك صَاحب دومة الجندل:

لكم الضامنة من النّخل وَلنَا الضاحية من البعل. الضامنة: مَا أطاف بِهِ سور الْمَدِينَة والضاحية: مَا كَانَ خَارِجا.

والجث: مَا ارْتَفع من الأَرْض حَتَّى يكون لَهُ شخص مثل الأكيمة الصَّغِيرَة وَنَحْوهَا.

وأحسب أَن جثة الرجل من هَذَا اشتقاقا. وَقَالَ قوم من أهل اللُّغَة: لَا تسمى جثة إِلَّا أَن يكون قَاعِدا أَو نَائِما فَأَما الْقَائِم فَلَا يُقَال: جثته إِنَّمَا يُقَال: قمته. وَزَعَمُوا أَن أَبَا الْخطاب الْأَخْفَش كَانَ يَقُول: لَا أَقُول: جثة الرجل إِلَّا لشخصه على سرج أَو رَحل وَيكون معتما وَلم يسمع عَن غَيره.

قَالَ الشَّاعِر فِي الجث الَّذِي تقدم // (طَوِيل) //:

(فأوفى على جث ولليل طرة ... على الْأُفق لم يهتك جوانبها الْفجْر)

[ث ح ح]

[حثث] اسْتعْمل من معكوسه: حث يحث حثا إِذا استعجل.

والحث: حطام التِّبْن.

والحث أَيْضا: من الرمل الْيَابِس الخشن. أنشدنا عبد الرَّحْمَن بن عبد الله عَن عَمه الْأَصْمَعِي لراجز دَعَا على أَرض أَلا يُصِيبهَا مطر ثمَّ ذكر اليبس:

<<  <  ج: ص:  >  >>