للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مُستحمِلاً أكفالضها الصَّبِيّا والصَّبوة: رقّة الْحبّ، والصَّبابة: رقة الْهوى، وصبا فلانٌ صبوةً من الصَّبابة. قَالَ الرَّاعِي:

(صَبا صبوةً بل لَجّ وَهُوَ لَجوجُ ... وزايَلَه بالأنْعَمَيْنِ حُدوجُ)

وصَبِيّ بيّن الصَّباء مَمْدُود، مثل فتيّ بيِّن الفَتاء. وصَبَوْتُ الى الشَّيْء أصبو، إِذا مِلت إِلَيْهِ، فَأَما الصَّابِئ الْخَارِج من شَيْء الى شَيْء فمهموز، وَمِنْه الصابئون لأَنهم خَرجُوا من الْيَهُودِيَّة والنصرانية وخالفوهما. وَكَانَت قُرَيْش تسمّي أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وسلّم الصُّباة)

فِي صدر الْإِسْلَام، وَمِنْه حَدِيث عمر بن الخطّاب رَضِي الله عَنهُ أَنه لمّا أسلم دخل الْمَسْجِد وقريش فِي أَنْدِيَتهمْ فَقَالَ رجل: أَلا إِن ابْن الخطّاب قد صبا فَقَالَ: مَا صَبَوْتُ ولكنّي أسلمت.

والصّاب: شجر مُرّ لَهُ كاللَّبن رُبمَا أصَاب الْجلد فأحرقه. وَقَالَ ابْن خَذّاق: إِنَّمَا ماؤكِ صابٌ ومَقِرْ والصُّؤاب: وَاحِد الصِّئبان، مَهْمُوز، وَهُوَ بَيض الْقمل. وصُيّابة الْقَوْم: خالصهم. قَالَ الشَّاعِر:

(ومستشحِجاتٌ بالفراق كأنّها ... مَثاكيلُ من صُيّابة النُّوبِ نُوَّحُ)

النُّوب: جنس من الطير، وَإِنَّمَا عَنى البوم. والصُّبابة: بَاقِي كل شَيْء، وَكثر ذَلِك حَتَّى قَالُوا: صُبابات الكَرَى، أَي بَاقِي النّوم فِي الْعين. قَالَ لبيد:

(ومَجودٍ من صُبابات الكَرَى ... عاطفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المبتذَلْ)

[بضواي]

ضَبأ الرجلُ بِالْأَرْضِ، إِذا لصق يضبَأ بهَا ضبْأً وضُبوءاً. وَبِه سُمّي الرجل ضابئاً. قَالَ الراجز: وضابئٌ ذِمْرٌ لَهَا فِي المَرْصَدِ مُرَعْبَلُ الثَّوْب خَفيُّ المَقْعَدِ الذِّمْر: الداهية، وَهُوَ يصف صائداً. وضَبَتْه النارُ تَضبيه ضَبْياً، إِذا لفحته. وَبَعض أهل الْيمن يسمّون خبْزَة المَلّة مِضباة من هَذَا.

[بطواي]

الْإِبِط: مَعْرُوف، وَالْجمع آباط. وتأبّط سيفَه، إِذا تقلَّده لِأَنَّهُ يصير تَحت إبطه. وَلَك شَيْء تقلّده فِي مَوضِع السَّيْف فقد تأبّطه. قَالَ المتنخّل الْهُذلِيّ:

(شربتُ بجَمِّه وصدرتُ عَنهُ ... وأبيضُ صارمُ ذَكرٌ إباطي)

وَبِه سُمّي تأبّط شرّاً. وَأَبْطَأ يُبطئ إبطاءً، وَالِاسْم البُطء. وتباطأ فِي مِشيته تباطؤاً، إِذا تثاقل فِيهَا وَفرس بطيء من خيل بِطاء.

[بظواي]

والظَّأْب والظّأْم، مهموزان: السَّلِف هَذَا ظأْبي وظأْمي، أَي سَلِفي. فَأَما الظاب فنَبيب التيس، وَقد مرّ فِي الثنائي. قَالَ الشَّاعِر:)

لَهُ ظأْبٌ كَمَا صَخِبَ الغريمُ وَيُقَال: لَحْمه خَظا بَظا، إِذا كَانَ منتفج اللَّحْم كَثِيره، وَلَا يفرد بَظا كَأَنَّهُ إتباع هَكَذَا يَقُول الْأَصْمَعِي. قَالَ الراجز: خاظي البضيعِ لحمُه خَظا بَظا يمشي على قوائمٍ لَهُ زَكا

<<  <  ج: ص:  >  >>