التَّنْزِيل، وَالله أعلم. وَهِي عِنْد أهل اللُّغَة قريب من ذَلِك، وَقَالُوا: بل أَرض يجدّدها الله يَوْم الْقِيَامَة. قَالَ الراجز: أقْدِمْ أَخا نِهْمٍ على الأساوِرَهْ وَلَا تِهالنّك رِجْلٌ نادرهْ فإنّما قَصْرُك تُرْبُ السّاهرهْ حَتَّى تعودَ بعْدهَا فِي الحافرهْ من بعدِ مَا صِرْنَ عظاماً ناخرهْ والسّهْر: الْقَمَر بالسُّريانية، وَهُوَ السّاهور وَزعم قوم: بل دارة الْقَمَر. وَقد ذكره أميّة بن أبي الصّلْت، وَلم يُسمع إلاّ فِي شعره، وَكَانَ مستعمِلاً للسُّريانية كثيرا لِأَنَّهُ كَانَ قَرَأَ الكُتب، فَقَالَ:
(لَا عيبَ فِيهِ غير أَن جبينَه ... قمرٌ وساهورٌ يُسَلُّ ويُغْمَدُ)
وَذكره عبد الرَّحْمَن بن حسّان بن ثَابت. وَذكر أَبُو عُبَيْدَة أَن الساهرة الفلاة وَوجه الأَرْض، وَأنْشد لأميّة بن أبي الصّلت:
(مَلِكٌ بساهرةٍ إِذا ... تُلْقَى نَمارقُه وَكوبُه)
وَقَالَ الآخر: خيارُكم خيارُ أهل السّاهرهْ أطعنُهم لِلَبّةٍ وخاصِرهْ وَقَالَ أَبُو كَبِير الهُذلي:
(يركبنَ ساهرةً كأنّ غَميمها ... وجَميمَها أسدافُ ليلٍ مُظْلِمِ)
والهَرْس: الْأكل الشَّديد وَلذَلِك قيل: إبلٌ مَهاريسُ، شديدات الْأكل. قَالَ الحطيئة:
(مَهاريسُ يُروي رِسْلُها ضَيْفَ أَهلهَا ... إِذا النارُ أبْدَتْ أوجهَ الخَفِراتِ)
يَقُول: إِذا أجدبَ الزمانُ. وأصل الهَرْس الدّقّ الشَّديد، وَبِه سُمّي الهاوون مِهراساً. والهَريس من ذَا أَيْضا لِأَن يُدقّ دقّاً شَدِيدا. والهَرَاس، مخفَّف: نبت لَهُ شوك، الْوَاحِدَة مِنْهُ الهَرَاسة. قَالَ)
الشَّاعِر:
(يطابِقْنَ فِي كلّ أرضٍ يَطَأْنَ ... طِباقَ الكلابِ يطَأْنَ الهَراسا)
والسُّرّة من كل شَيْء: خالصه، من ذَلِك سُرّة الْوَادي وسِرّ الْوَادي وسَرارة الْوَادي، وَهُوَ أكْرمه وأطيبه تُرَابا.
[رسي]
راسَ يريس رَيْساً ورَيَساناً، إِذا مَشى متبختراً. قَالَ أَبُو زُبيد:
(قُصاقِصةٌ أَبُو شِبلين وَرْدٌ ... أَتَاهُم بَين أرْحُلهم يَريسُ)
وَبِه سُمّي الرجل رائساً. والسَّير: مصدر سَار يسير سيراً. والسّيْر: الْقطعَة المستطيلة من الْأدم، وَالْجمع سُيور وأسيار. قَالَ الشَّاعِر:
(لَا تأمَنَنَّ فَزاريّاً خلوتَ بِهِ ... على قَلوصِك واكْتُبْها بأسيارِ)
وسارَ فلَان يسير سِيرةً حَسَنَة. قَالَ خَالِد بن زُهَيْر الهُذلي ابْن أخي أبي ذُؤَيْب: