(وَذَا النُّصُبَ المنصوبَ لَا تَنْسُكَنَّه ... وَلَا تَعْبُِ الشيطانَ وَالله فاعْبُدا)
والنُّسْك فِي الْإِسْلَام اخْتلفُوا فِيهِ، فَقَالَ قوم: هُوَ نُسْك الحجّ، وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ الزّهْد فِي الدُّنْيَا من قَوْلهم: رجل ناسك. والنَّكْس: قلبُك الشَّيْء على رَأسه نَكَسْتُه أنكُسه نَكْساً. قَالَ يصف السيوف:
(إِذا نُكِسَتْ صَار القوائمُ تحتهَا ... وَإِن نُصِبَتْ شالت عَلَيْهَا القوائمُ)
والنُّكْس: العَوْد فِي الْمَرَض نُكِسَ الرجلُ فَهُوَ منكوس. والنِّكْس: النصل الَّذِي ينكسر سِيخُه فتُجعل ظُبَتُه سِنْخاً فَلَا يزَال ضَعِيفا، ثمَّ كثر ذَلِك فِي كَلَامهم حَتَّى سمّوا كل ضَعِيف نِكْساً. وَقَالَ قوم: النَّكْس: اليَتْن، وَلَيْسَ بثَبْت واليَتْن: الْوَلَد تخرج رِجْلَاهُ قبل رَأسه. والنِّكْس من الْقَوْم: المقصِّر عَن غَايَة النجدة والكَرَم، وَالْجمع أنكاس.
[سكو]
سُكْتُ الشيءَ أسوكه سَوْكاً، إِذا دلكته، وَمِنْه اشتقاق المِسواك، وَهُوَ مِفعال من ذَلِك يُقَال: ساك فَاه يسوكه سَوْكاً، فَإِذا قلت: استاكَ، لم تذكر الْفَم. والمِسواك تؤنّثه الْعَرَب وتذكّره، والتذكير)
أَعلَى. وَفِي الحَدِيث: السِّواك مَطْهَرَة للفم، فَيمكن أَن تكون هَذِه الْهَاء للْمُبَالَغَة. وَقد ذُكِّر المِسواك فِي الشّعْر الفصيح. قَالَ الراجز:
(إِذا أخذتْ مِسواكها مَيّحَتْ بِهِ ... رُضاباً كطعم الزنجبيل المعسَّلِ)
مَيّحت بِهِ كَمَا يَميح المائحُ فِي الْبِئْر. وَيُقَال: جَاءَت النَّعَمُ تَساوكُ هُزالاً، أَي مَا تحرّك رؤوسَها وتساوكتِ الإبلُ هُزالاً، وَكَذَلِكَ غَيرهَا. قَالَ الشَّاعِر:
(الى الله نشكو مَا نرى بجِيادنا ... تَساوَكُ هَزْلَى مُخُّهُنّ قليلُ)
والكَوْس: مصدر كاس البعيرُ يكوس كَوْساً، إِذا قُطعت إِحْدَى قوائمه فحبا على ثَلَاث. وَذكر الْخَلِيل أَن الكُوس خَشَبَة مثلّثة تكون مَعَ النّجارين يقيسون بهَا تربيع الْخشب، وَهِي كلمة فارسية. وَفِي الحَدِيث: كوَّسه الله فِي النَّار، أَي كَبّه الله فِيهَا. وَيُقَال: كوّسه على رَأسه تكويساً، إِذا قلبه وَقد كاس هُوَ يكوس كَوْساً، إِذا فعل ذَلِك. قَالَ فِي كَوْس الدابّة:
(فظلّت تَكوسُ على أكْرُعٍ ... ثلاثٍ وَكَانَ لَهَا أربعُ)
والتكاوس: التراكم وَكَذَلِكَ تكاوسَ النبتُ، إِذا ركب بعضُه بَعْضًا. والكَيْس أَصله الْوَاو، مَعْرُوف تَقول: هَذَا الأكْيَسُ وَهِي الكُوسَى وهنّ الكُوسُ والكُوسيّات للنِّسَاء خَاصَّة. والكَسْو: مصدر كسوتُه أكسوه كَسْواً، وَالِاسْم الكِسْوَة والكِساء من هَذَا اشتقاقه. والكُسْوَة والكِسْوَة لُغَتَانِ، وَهِي لِبَاس، وَلها معانٍ تخْتَلف، تَقول: كسوتُ فلَانا، إِذا ألبسته ثوبا واكتسى، إِذا لبس الكِسوة وكسوتُه مَدْحاً، إِذا أثنيت عَلَيْهِ وكسوتُه ذَمّاً، إِذا هجوته واكتست الدابةُ عَرَقاً، إِذا شمِلَ بَشَرَها العَرَقُ. قَالَ رؤبة يصف ثوراً وكلاباً كساها دَمًا طريّاً: وَقد كسا فيهنّ صِبْغاً مُرْدَعا وبلّ من أجوافهنّ الأخْدَعا وَيُقَال: اكتست الأرضُ بالنبات، إِذا تغطّت بِهِ. وَيُقَال فِي تَثْنِيَة الكِساء: كِساءان وكِساوان، وَالنِّسْبَة إِلَيْهِ