وَيُقَال: فرس أُنْثَى وَفرس ذكر، وَلَا تلتفتنّ الى قَول الْعَامَّة فَرَسَة. وَفِي الحَدِيث: خير المَال فَرَس فِي بَطنهَا فرس. وفَرَسان: لقب قَبيلَة من الْعَرَب لَيْسَ بأب وَلَا أمّ نَحْو تَنوخ، وهم أخلاط من الْعَرَب اصْطَلحُوا على هَذَا الِاسْم، وجُلُّهم من بني تغلب. قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: كَا عِبْديد الفَرَساني أحد رجال الْعَرَب الْمَعْدُودين. وَيُقَال: فَرَسْتُ الذبيحةَ أفرِسها فَرْساً، إِذا فصلت عُنُقهَا وَبِه سُمِّيت فريسة الْأسد، وَالْجمع فرائس. قَالَ جرير:
(فَلَا يَضْغَمَنّ الليثُ تَيْماً بغِرّةٍ ... وتيمٌ يشُمّون الفريسَ المنيَّبا)
قَالَ أَبُو بكر: الضّغْم: العضّ، وَبِه سُمّي الْأسد ضَيْغَماً وَقَالَ أَبُو بكر: الشَّاة إِذا فرسها الذِّئْب أَو الْأسد فمرّت بهَا الْغنم وشمّتها نفرت مُتَفَرِّقَة. يَقُول: لَا تغترّنَّ بَين تيمٌ فتشمَّ عمرَ بن لجَأ فتنفر مني كَمَا تنفر هَذِه الْغنم من شمّ الفريسة. والفَرْسة: ريح تصيب الْإِنْسَان فِي ظَهره فتُزيل) فَقارَه فيحدب. وَقد سمّت الْعَرَب فَرّاساً، وَهُوَ فَعّال من ذَلِك وفِراساً، وَهُوَ الْمصدر من فارسَه مفارسةً وفِراساً من ركُوب الْخَيل. وفِراس بن غَنْم فِي بني كنَانَة الَّذين مِنْهُم ربيعَة بن مكدَّم.
وفَرّاس بن وَائِل بن عَامر بن الْحَارِث الغِطْرِيف الْأَصْغَر فِي الأزد. والفُرس: هَذَا الجيل الْمَعْرُوف. والفَسْر من قَوْلهم: فَسَرْتُ الحديثَ أفسِره فَسْراً، إِذا بيّنته وأوضحته وفسّرته تَفْسِيرا كَذَلِك.
[رسق]
القَسْر: الْأَخْذ بالغَلَبة والاضطهاد تَقول: قسرتُه أقسِره قَسْراً. وَبَنُو قَسْر: قَبيلَة من الْعَرَب من بَجيلة، مِنْهُم خَالِد بن عبد الله القَسْري. وبعير قَيْسَريّ: صلب شَدِيد. وَبَنَات قُراس: مَوضِع من بِلَاد هُذيل، هِضاب بالسَّراة بَارِدَة. قَالَ الهُذلي:
(يَمانيةٌ أَحْيَا لَهَا مَظَّ مأبِدٍ ... وآلَ قُراسٍ صَوْبُ أرْمِيَةٍ كُحْلِ)
أرْمِيَة: جمع رَميّ، وَهُوَ ضرب من سَحَاب الخريف سُود وكُحل: جمع أكْحَل، وَهُوَ الْأسود.
وقَرَسَ الماءُ يقرِس قَرْساً، وَالْمَاء قارس وقريس. وَيَوْم قارس: بَارِد، وَمِنْه اشتقاق القَريس الَّذِي تسمّيه الْعَامَّة القَريص، وَإِنَّمَا هُوَ بِالسِّين لَا بالصَّاد. وبعير قُراسِيَة: غليظ شَدِيد صلب.
والسَّقْر، يُقَال مِنْهُ: سَقَرَته الشمسُ تسقُره سَقْراً، إِذا حَمِيَت على دماغه فآلمته. وَقد حُكي صقرته، بالصَّاد وَمِنْه اشتقاق اسْم سَقَرَ، وَالله أعلم، وَلم يُتكلّم باسم سَقَرَ إِلَّا بِالسِّين. فَأَما السَّقْر والصّقْر الْجَارِح فقد جَاءَ بِالسِّين وَالصَّاد جَمِيعًا، وَهَذَا ترَاهُ فِي بَاب الرَّاء وَالصَّاد مَعَ الْقَاف إِن شَاءَ الله. والسَّرَق: مَعْرُوف سَرَقَ يسرِق سَرَقاً فَهُوَ سَارِق. والسَّرَق: ضعف فِي المفاصل سَرِقَت مفاصلُه تسرَق سَرَقاً، إِذا ضعفت. قَالَ الشَّاعِر:
(فَهِيَ تتلو رَخْصَ الظُّلوف ضئيلاً ... أكْحَلَ الْعين فِي قُواه انسراقُ)
أَي ضعفٌ هَكَذَا فسّره أَبُو عُبيدة فِي شعر الْأَعْشَى. والسَّرَق: ضرب من الْحَرِير فارسيّ معرّب، وَذكر الْأَصْمَعِي أَن اسْمه سَرَهْ، أَي جيّد. وَقد سمّت الْعَرَب سَارِقا ومسروقاً وسرّاقاً.