صَبَّحْنَ من كاظمةَ الحِصْنَ الخَرِبْ يَحْمِلْنَ عبّاسَ بن عبد المُطَّلِبْ يُرِيد عبد الله بن عبّاس رَضِي الله عَنْهُمَا.
وَقَالَ زُهَيْر:
(فتُنْتَجْ لكم غِلمانَ أشْأمَ كلُّهم ... كأحمرِ عادٍ ثمَّ تُرْضِعْ فتَفْطِمِ)
وَإِنَّمَا أَرَادَ كأحمر ثَمُود.
وَقَالَ الآخر: وشُعْبتا ميسٍ بَراها إسكافْ فَجعل النجّار إسكافَاً.
وَقَالَ الآخر: ومِحْوَرٍ اخْلِصَ من مَاء اليَلَبْ فظنّ أَن اليَلَب حَدِيد، وَإِنَّمَا اليَلَب سُيور تُنسج فتُلبس فِي الْحَرْب.
وَقَالَ الراجز: كَأَنَّهُ سِبْط من الأسباطِ فظنّ أَن السِّبط رجل، وَإِنَّمَا السِّبط وَاحِد الأسباط من بني يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام.)
والزِّبْرِج: النقش، ثمَّ سمّاه الراجز السَّحَاب لاخْتِلَاف ألوانه فَقَالَ: سَفْرَ الشمالِ الزِّبْرِجَ المُزَبْرَجا وَقَالَ ابْن أَحْمَر يصف جَارِيَة غِرّة:
(لم تَدْرِ مَا نَسْجُ اليَرَنْدَج قبلَها ... ودِراسُ أعْوَصَ دارسٍ متخددِ)
ظنّ أَن اليَرَنْدَج يُنسج، وَإِنَّمَا هُوَ جلد يُصبغ. وَقَالَ بعض أهل الْعلم: إِن هَذِه الْمَرْأَة لغِرّتها وقلّة تجاربها ظنّت أَن اليَرَنْدَج منسوج، وَإِنَّمَا هُوَ جلد. قَالَ أَبُو بكر: قَوْله فِي الْبَيْت: دِراس، يُرِيد مدارَسة والأعَوْص: الَّذِي قد أُعْوِصَ من الْكَلَام، أَي عُدل بِهِ عَن جِهَته. وَقَالَ: هُوَ دارس متخدِّد، أَي خَلَقُ لَيْسَ هُوَ على نظام.
وسمّوا هَذَا الفَرْش الَّذِي يسمّى السُّوسِنْجَرْد: العَبْقريّ، وعَبْقَر: أَرض يَزْعمُونَ أَنَّهَا من بِلَاد الجنّ، فَلَمَّا لم يعرفوا كَيفَ صفة تِلْكَ الثِّيَاب نسبوها إِلَى الجنّ.
وَقَالَ الآخر: لَو سَمِعَ الفيلُ بِأَرْض سابِجا لدقَّ عُنْقَ الْفِيل والدَّوارجا السَّيابِجة: قوم من الْهِنْد يُستأجرون لِيُقَاتِلُوا فِي السُّفن كالمُبَذْرِقة، فظنّ هَذَا أَن كل أهل الْهِنْد سَيابِج.
وَقَالَ الآخر:
(لمّا تخايلتِ الحُمولُ حَسِبْتُها ... دَوْماً بأيْلَةَ نَاعِمًا مكموما)
الدَّوم: شجر المُقْل والمكموم لَا يكون إلاّ النّخل، فَظن أَن الدَّوم نخل.
وَقَالَ آخر يصف دُرَّة:
(فجَاء بهَا مَا شئتَ من لَطَميّةٍ ... يَدُوم الفُراتُ فَوْقهَا ويَموجُ)
فَجعل الدُّرّة فِي المَاء العذب، وَإِنَّمَا تكون فِي المَاء المِلح. قَوْله: يَدُوم الْفُرَات، أَي يَدُوم المَاء، أَي يثبت، من قَوْلهم: المَاء الدَّائِم.
وَقَالَ زُهَيْر يصف الضفادع: