(وأنْحَرُ للشَّرْب الْكِرَام مطيَّتي ... وأصْدَعُ بَين القَيْنَتَيْن رِدائيا)
ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى صَار كل منفطر منصدعاً. قَالَ حسّان:
(وأمانةُ المُرّيّ حَيْثُ لقيتَها ... مثلُ الزجاجة صَدْعُها لَا يُجْبَرُ)
يَقُوله حسّان بن ثَابت بِأَمْر من النبيّ صلّى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم. والصّديع: الصُّبْح. وانصدع الصُّبْح، إِذا انشقّ عَنهُ اللَّيْل. قَالَ الشَّاعِر:
(بِهِ السِّرحانُ مفترشاً يَدَيْهِ ... كَأَن بَيَاض لَبَّتِه الصَّديعُ)
السِّرحان هَاهُنَا: الْأسد بلغته لِأَن الذئاب لَا بَيَاض فِيهَا، والسِّرحان بلغَة أهل نجد: الذِّئْب.
وصَدَعَ الرجلُ بِالْأَمر، إِذا أوضحه. والصُّداع: مَا يعتري الرَّأْس من الوجع. وتصدّعت الأرضُ عَن النبت، إِذا تشقّقت هَكَذَا فسّره أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله جلّ وعزّ: والسّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ. والأرضِ ذاتِ الصَّدْع. وَالصُّبْح الصادع: المُشرق. والظبي الصَّدَع: الضَّرْبُ اللحمِ بَين السمين والمهزول. قَالَ الراجز: أخُبُّ فِيهَا وأضَعْ كأنني شاةٌ صَدَعْ يَعْنِي تَيْسًا من الظِّباء. والصَّدَع: الفتيّ من الْإِبِل، وَكَذَلِكَ الرجل الشَّاب. والمَصادع: طرق)
سهلة فِي غِلَظ من الأَرْض، وَاحِدهَا مَصْدَع. والمَصادع: المَشاقص. وَرُبمَا قَالُوا: خطيب مِصْدَع، كَمَا قَالُوا: مِصْلَق، إِذا كَانَ ذَا بَيَان. وتصدَّع الْقَوْم، إِذا تفرّقوا. قَالَ الشَّاعِر:
(أَعاذِلَ مَا لي لَا أرى الحَيَّ ودَّعوا ... وَبَاتُوا على نيّاتهم وتصدّعوا)
والصُّعَد من قَوْلهم: تنفّس صُعَداً، فَإِذا قَالُوا: الصُّعَداء فَهُوَ مَمْدُود. وتصاعدني الأمرُ، إِذا اشتدّ عليّ. وَفِي الحَدِيث: مَا تصعّدتني خُطبةٌ مثل خُطبة النِّكاح، أَي مَا صعبت عليّ. وَمِنْه تصاعُد النَّفَسِ، إِذا صَعب مخرجُه. وأكَمَة صَعود، إِذا اشتدّ صعودها على الراقي وأكَمَة ذَات صُعَداء، إِذا كَانَت كَذَلِك. قَالَ الشَّاعِر:
(وَإِن سيادة الأقوام فاعلمْ ... لَهَا صُعَداءُ مَطْلِعُها طويلُ)
وَيَقُولُونَ: مَا زلنا فِي صَعود وهَبوط، إِذا كَانُوا فِي أَمر شَدِيد. والصُّعود: ضد الهبوط.
والصَّعيد من الأَرْض: التُّرَاب الَّذِي لَا يخالطه رمل وَلَا سَبَخ هَكَذَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة، وَقَالَ غَيره: بل الصَّعِيد: الظَّاهِر من الأَرْض وَكَذَلِكَ فُسِّر فِي التَّنْزِيل، وَالله أعلم. والصَّعْدَة: الْقَنَاة. وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: هِيَ الْقَنَاة الَّتِي تنْبت مستوية وَلم تَحْتَجْ أَن تقوَّم، وَالْجمع صِعاد. قَالَ الشَّاعِر:
(يَا قومِ إنّي لَو خشيتُ مجمِّعاً ... رَوَّيْتُ مِنْهُ صَعْدتي وسِناني)
وَبَنَات صَعْدَة: اسْم يختصّ بِهِ حمير الْوَحْش.