يَوْم حَتَّى تعود إِلَى المَطْلِع الأول فِي الْحول. وشَرَقَتِ الشمسُ، إِذا طلعت، وأشرقت، إِذا امتدّ ضوءها. وَيُقَال: لَا أفعل ذَلِك مَا ذَرَّ شارقٌ، أَي مَا طلع قرن الشَّمْس. والشّارق: صنم كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة، وَبِه سمّت الْعَرَب عبد الشّارق، هَكَذَا يَقُول ابْن الْكَلْبِيّ. وشَرِيق: اسْم أَيْضا. وشَرِقَ الرجل يشرَق شَرَقاً، إِذا اغتصّ بِالْمَاءِ. قَالَ عدِيّ بن زيد:
(لَو بِغَيْر المَاء حلقي شَرِق ... كنتُ كالغَصّان بِالْمَاءِ اعتصاري)
الاعتصار: النجَاة. والمَشْرقَة، بضمّ الرَّاء وَفتحهَا: الْموضع الَّذِي يُستدرى فِيهِ من الرّيح وتطلع فِيهِ الشَّمْس، وَقَالَ فِي الْإِمْلَاء: حَيْثُ يقْعد المتشرِّق فِي الشَّمْس. قَالَ الشَّاعِر:
(تريدين الطلاقَ وأنتِ عِنْدِي ... بعيشٍ مثل مَشرُقَة الشتاءِ)
ويُروى: مثل مشرُقة الشمَال. ومِشريق: مَوضِع، وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: مِشريق آلَة من آلَة الْبَاب.
والمشرَّق: المصلَّى. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
(حَتَّى كَأَنِّي للحوادث مَرْوَةٌ ... بصفا المشرَّق كلَّ يَوْم تُقْرَع)
وَأَيَّام التَّشْرِيق الَّتِي بعد الْأَضْحَى إِنَّمَا سمّيت بذلك لأَنهم كَانُوا يشرِّقون اللحمَ فِيهَا، أَي يبسطونه ليَجفَّ. وشَرِق الثوبُ بالصِّبْغ، إِذا احمرَّ فاشتدت حُمرته. ولطمه فشَرِقَ الدمُ فِي عينه، إِذا احمرّت واشرورقت. وَذكر الْأَصْمَعِي أَن رجلا لطم رجلا فاشرورقت عينُه واغرورقت فَقدم إِلَى شُريح أَو إلّى الشَّعْبي فَقَالَ:
(لَهَا أمرُها حَتَّى إِذا مَا تبوّأت ... بأخفافها مأوىً تبوَّأ مَضْجَعا)
يَقُول إِنَّه لَا يحكم فِيهَا حَتَّى ينظر إِلَى مَا يصير أمرُها. والأشراق: جمع شَرْق، وَالْإِشْرَاق: الْمصدر. وناقة شَرْقاء، إِذا شقَّت أذنها بنصفين طولا، وَكَذَلِكَ شَاة شَرْقاء.
والقَرْش: الْجمع، تقرَّش القومُ، إِذا تجمّعوا، وَبِه سمّيت قُريش لتجمّعها. قَالَ أَبُو بكر: وَقد كثر الْكَلَام فِي هَذَا فَقَالَ قوم: قُريش دابّة من دوابّ الْبَحْر، وَقَالَ آخَرُونَ: سُميت قُريش بِقُرَيْش بن) يَخْلُد بن غَالب بن فِهْر وَكَانَ صاحبَ عيرهم فَكَانُوا يَقُولُونَ: قَدِمَتْ عِيرُ قُرَيْش وَخرجت عِيرُ قُرَيْش، وَقَالَ قوم: سُمِّيت قُريْشًا لِأَن قُصيُّا قرشها أَي جمعهَا، فَلذَلِك سُمِّي قُصَيّ مجمِّعاً: قَالَ الْفضل بن العبّاس بن عُتبة بن أبي لَهَب:
(أَبونَا قُصَيٌّ كَانَ يُدعى مجمِّعاً ... بِهِ جَمَعَ الله القبائلَ من فِهْر)