وقِناع الْمَرْأَة أَيْضا: مِقنعتها. وكل مُغَطٍّ رأسَه فَهُوَ مقنَّع، وَمن ذَلِك قَوْلهم: تقنّع القومُ فِي الْحَدِيد، إِذا تكفّروا ولبسوا المَغافر والبَيض والكَميّ المقنَّع: المتكفَّر بِالسِّلَاحِ، وَقَالَ مرّة أُخْرَى: بالحديد. وَفُلَان قُنْعان لي، أَي رَضيّ أَن آخذه بكفالة أَو بِدَم. قَالَ الشَّاعِر:
(فبُؤ بامرئ أُلفيتَ لستَ كمثله ... وَإِن كنتَ قُنْعاناً لمن يطْلب الدَّما)
وأقنع الرجلُ، إِذا رفع رأسَه شاخصاً فَهُوَ مُقْنِع وَكَذَلِكَ فسّره أَبُو عُبَيْدَة فِي كتاب الْمجَاز فِي قَوْله جلّ ثَنَاؤُهُ: مُقْنِعي رؤوسِهم. والقَعَن: قصر فِي الْأنف فَاحش، وَمِنْه اشتقاق اسْم قُعَبْن، وَهُوَ أَبُو حيّ من الْعَرَب. والنّعْق: مصدر نَعَقَ ينعِق نَعْقاً ونَعيقاً، وَهُوَ صياح الرَّاعِي بالغنم)
وزجره إِيَّاهَا. قَالَ الأخطل:
(فانْعِقْ بضَأنك يَا جريرُ فَإِنَّمَا ... منّتك نفسُك فِي الْخَلَاء ضَلالا)
وَفِي التَّنْزِيل: كمَثَل الَّذِي ينعِق بِمَا لَا يسمع إِلَّا دُعاءً، وَوجه الْكَلَام إِن شَاءَ الله تَعَالَى: كَمثل المنعوق بِهِ، فجَاء الناعق فِي مَوضِع المنعوق بِهِ لِأَنَّهُ جعل الكفّار بِمَنْزِلَة الْغنم المنعوق بهَا، وَقَالَ قوم: بل وَالله أعلم أَرَادَ الْغنم الَّتِي يُنعق بهَا وَهِي تسمع الصَّوْت وَلَا تَدْرِي مَا يُقَال لَهَا، وَالْقَوْل الأول أحسن إِن شَاءَ الله. وَيُقَال: نَعَقَ الغرابُ ونَغَقَ، بِالْعينِ والغين، وَهُوَ بالغين الْمُعْجَمَة أَعلَى وأفصح. والنَّقْع: الغُبار، وَكَذَا فُسِّر فِي التَّنْزِيل: فأثَرْنَ بِهِ نَقْعاً، وَالله أعلم.
والنّقْع أَيْضا: اخْتِلَاط الْأَصْوَات فِي حَرْب أَو غَيرهَا. قَالَ لبيد:
(فَمَتَى يَنْفَعُ صُراخٌ صادقٌ ... يُحْلِبوه ذاتَ جَرْسٍ وزَجَلْ)
يَعْنِي حَربًا. وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: مَا على نسَاء بني المُغيرة أَن يُهْرِفْنَ دموعهنّ على أبي سُلَيْمَان مَا لم يكن نَقْعٌ وَلَا لَقلَقة، أَي صُرَاخ واللّقلقة: تتَابع الصُّراخ كَفعل النّساء فِي المآتم. وَيُقَال: فلَان شرّاب بأنْقُعٍ، إِذا كَانَ مجرِّباً بالأمور معوَّداً لمِراسها. وَيَقُول الرجل للرجل: وَالله لأنْقَعَنّ لَك من الشرّ، أَي لأُديمنّه لَك وَمِنْه السَّمّ الناقع، والسّمّ الناقع من قَوْلهم: لأنْقَعَنّ لَك شرّاً. وانتُقِع وَجه الرجل وامتُقع، إِذا تغيّر وجهُه وكل شَيْء أنقعتَه فِي شَيْء فَهُوَ نَقِيع ومُنْقَع، والإناء المِنْقَع. وشرّ ناقع، أَي ثَابت دَائِم. وشربتُ فَمَا نَقَعْتُ، أَي فَمَا رويت.
والنُّقْعان، الْوَاحِد نُقْع: مَوَاضِع يجْتَمع فِيهَا مَاء السَّمَاء. ونُقاعة كل شَيْء: المَاء الَّذِي يُنقع فِيهِ كنُقاعة الحِنّاء والحنظل وَمَا أشبهه. وَفِي الحَدِيث: فَإِذا ماءُ الْبِئْر كنُقاعة الحِنّاء. والنَّقوع: دَوَاء يُنقع ويُشرب. والنَّقّاع: المتكثّر بِمَا لَيْسَ عِنْده من مدح نَفسه بشجاعة أَو سخاء وَمَا أشبهه. والنّقْع: أَن يجمع العطشان رِيقه تَحت لِسَانه إِذا عَطش ليبلّ لَهاته. قَالَ الشَّاعِر:
(وَلَيْسَ بهَا ريحٌ وَلَكِن وديقةٌ ... مَتى يَرَها السَّامِي يُهِلّ ويَنْقَعِ)
فالإهلال أَن يَبُلَّ شَفَتَيْه بِلِسَانِهِ، والنّقْع أَن يجمع الرِّيق فِي