وخرج الأتراك وتوزون فساروا «١» الى البريدىّ بواسط. وفي هذه الأيام وصلت الروم إلى حموص من أعمال حلب- وهى على ستة فراسخ من حلب- فأخربوا وأحرقوا وسبوا عشرة آلاف نسمة. وفيها ولى قضاء الجانبين ومدينة أبى جعفر القاضى أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن إسحاق الخرقىّ «٢» التاجر؛ وتعجّب الناس من تقليد مثله القضاء. وفيها عزل البريدىّ وقلّد القراريطىّ الوزارة. وفيها فى جمادى الأولى ركب المتّقى ومعه ابنه أبو منصور ومحمد بن رائق والوزير الفراريطىّ والجيش وساروا «٣» بين أيديهم القرّاء في المصاحف لقتال البريدىّ، واجتمع الخلق على كرسى الجسر فثقل بهم وانخسف فغرق خلق؛ وأمر ابن رائق بلعن البريدىّ على المنابر. ثم أقبل أبو الحسين علىّ بن محمد أخو البريدىّ إلى بغداد وقارب المتقى وابن رائق وقاتلهما فهز مهما، وكان معه الترك والديلم والقرامطة؛ ودخلوا بغداد وكثر النهب بها؛ وتحصّن ابن رائق بها؛ فزحف أبو الحسين البريدىّ على الدار، واستفحل الشر، ودخل طائفة دار الخلافة وقتلوا جماعة؛ وخرج الخليفة المتقى وابنه هاربين الى الموصل ومعهما ابن رائق، واستتر الوزير القراريطىّ؛ ودخلوا على الحرم ونهبت دار الخلافة؛ ووجدوا في السجن كورتكين الديلمىّ وأبا الحسن «٤» [سعيد بن عمرو «٥» بن سنجلا] وعلىّ بن يعقوب، فجىء بهم إلى أبى الحسين؛ فقيّد كورتكين وبعث به الى أخيه بالبصرة؛ وكان آخر العهد به. ونزل أبو الحسين دار ابن رائق «٦» ، وقلّد الشرطة [فى الجانب «٧»