للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشرقى] لتوزون ولأبى منصور نوشتكين الشرطة في الجانب الغربىّ. واشتدّ القحط ببغداد، حتى أبيع كرّ القمح بثلاثمائة وستة عشر دينارا. ثم وقع بين البريدىّ وبين توزون ونوشتكين حرب، ووقع لهم أمور؛ وانصرف توزون إلى الموصل وانضم إلى ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان. وفيها كانت وقعة بين الأتراك والقرامطة فانهزمت القرامطة. وفيها انضم محمد بن رائق على الحسن بن عبد الله بن حمدان المذكور؛ ثم وقّع بينهما؛ وقتل ابن رائق، قتله أعوان الحسن بن عبد الله بن حمدان المذكور؛ وخلع المتقى على الحسن بن عبد الله بن حمدان المذكور ولقّبة بناصر الدولة، وعلى أخيه علىّ ولقّبه بسيف الدولة؛ وعاد الخليفة إلى بغداد. قلت: وهذا أول عظمة بنى حمدان، فهم على هذا الحكم أقدم الملوك. ولما قدم الخليفة المتقى إلى بغداد ومعه بنو حمدان هرب منها البريدىّ الى واسط بعد أن أقام ببغداد ثلاثة أشهر وعشرين يوما. وفيها توفّى العارف بالله أبو يعقوب إسحاق بن محمد النّهر جورىّ «١» شيخ الصوفيّة، مات بمكّة؛ وكان صحب سهل بن عبد الله والجنيد وغيرهما، وكان من كبار المشايخ. وفيها توفّى المحامليّ الزاهد، [و] «٢» أبو صالح مفلح بن عبد الله الدّمشقىّ صاحب الدعاء وغيره، وإليه ينسب مسجد أبى صالح خارج الباب الشرقىّ، وكان من الصلحاء الزهّاد. وفيها توفّى محمد بن رائق الأمير أبو بكر، وكان من أكابر القوّاد، ولى الأعمال الجليلة، ثم قدم دمشق وأخرج منها بدرا الإخشيذى، وأقام بها شهرا، ثم توجّه إلى مصر والتقى هو والإخشيذ- وقد ذكرنا ذلك كلّه مفصّلا في ترجمة الإخشيذ وغيره- ثم عاد إلى بغداد فدخلها، وخلع عليه المتقى خلعة الإمارة وألبسه