واحدة؛ وهرب الرعيلىّ من باب «١» البحر هو وخمسة آلاف إنسان ونجوا إلى الشام؛ وكان أخذها في ذى الحجة من هذه السنة، وأسر الروم أهلها وقتلوا جماعة كثيرة.
وفيها جاء القائد جعفر بن فلاح مقدّمة القائد جوهر العبيدى المعزّى إلى الشام؛ فحاربه أميرها الشريف ابن أبى يعلى، فانهزم الشريف وأسره جعفر بن فلاح وتملّك دمشق.
وفيها توفّى ناصر الدولة الحسن بن أبى الهيجاء عبد الله بن حمدان- تقدّم بقيّة نسبه في ترجمة أخيه سيف الدولة- كان ناصر الدولة صاحب الموصل ونواحيها، وكان أخوه سيف الدولة يتأدّب معه، وكان هو أيضا شديد المحبة لسيف الدولة. فلما مات سيف الدولة تغيّرت أحواله لحزنه عليه، وساءت أخلاقه وضعف عقله؛ فقبض عليه ابنه أبو تغلب الغضنفر بمشورة الأمراء وحبسه مكرّما- حسب ما ذكرناه- فلم يزل محبوسا إلى أن مات في شهر ربيع الأوّل.
وقيل: إنّ ناصر الدولة هذا كان وقع بينه وبين أخيه سيف الدولة وحشة؛ فكتب إليه سيف الدولة، وكان هو الأصغر وناصر الدولة الأكبر، يقول:
رضيت لك العليا وقد كنت أهلها ... وقلت لهم بينى وبين أخى فرق
ولم يك بى عنها نكول وإنّما ... تجافيت عن حقّى فتمّ لك الحقّ
ولا بدّ لى من أن أكون مصلّيا ... إذا كنت أرضى أن يكون لك السبق
وفيها توفّى سابور بن أبى طاهر القرمطىّ في ذى الحجة، كان طالب قبل موته عمومته بتسليم الأمر إليه فحبسوه، فأقام في الحبس أيّاما ثم خرج من الحبس؛ وعمل فى ذى الحجة ببغداد «غدير خمّ» على ما جرت به العادة، ثم مات بعد مدّة يسيرة.