النيل. قلت: وقد نسف «١» هذا البرج من تلك الأماكن في سنة سبعين وستمائة.
يأتى ذكر ذلك في ترجمة الملك المنصور قلاوون إن شاء الله تعالى من هذا الكتاب.
قال: وبنى باب الجامع والقلعة التى بالجبل والبرج الذي بمصر قريبا من باب القنطرة المسمى بقلعة يازكوچ «٢» ، وجعل السور طائفا بمصر والقاهرة، ولم يتمّ بناؤه إلى الآن؛ وأعانه على عمله وحفر البئر التى بقلعة الجبل أسارى الفرنج، وكانوا ألوفا.
وهذه البئر من عجائب الأبنية، تدور البقر من أعلاها وتنقل الماء من نقّالة في «٣» في وسطها، وتدور أبقار في وسطها تنقل الماء من أسفلها؛ ولها طريق إلى الماء تنزل البقر إلى معينها في مجاز؛ وجميع ذلك حجر منحوت ليس فيه بناء؛ وقيل: إن أرض هذه البئر مسامتة لأرض بركة الفيل؛ وماؤها عذب. سمعت من يحكى عن «٤» المشايخ أنّها لمّا حفرت جاء ماؤها حلوا، فأراد قراقوش الزيادة في مائها فوسعها، فخرجت منها عين مالحة غيّرت حلاوتها.
وطول هذا السور الذي بناه قراقوش على القاهرة ومصر والقلعة بما فيه من ساحل البحر تسعة وعشرون ألف ذراع وثلثمائة ذراع وذراعان [بذراع العمل، وهو «٥» الذراع الهاشمىّ] ، من ذلك ما بين قلعة المقسم «٦» على شاطئ النيل والبرج بالكوم «٧» الأحمر