للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا، وكان عزل عبد الله بن أبي سرح عن مصر في سنة ست وثلاثين بعد أن حكمها نحواً من عشر سنين.

وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح صاحب الترجمة فلم أقف له على خبر بعد ذلك، غير أن بعض المؤرخين ذكروا أنه توفي بفلسطين في سنة ست وثلاثين المذكورة، ويقال غير ذلك أقوال كثيرة؛ منها:

قال الحافظ شهاب الدين بن حجر العسقلاني في الإصابة: روى الحاكم من طريق السدي عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: لما كان يوم فتح مكة أمن النبي صلى الله عليه وسلم الناس كلهم إلا أربعة نفر وامرأتين: عكرمة وابن خطل ومقيس بن صبابة وابن أبي سرح، وذكر الحديث، قال: فأما عبد الله فاختبأ عند عثمان فجاء به عثمان حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبايع الناس، فقال:

يا رسول الله، بايع عبد الله، فبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على أصحابه فقال: «أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن مبايعته فيقتله» .

ومن طريق يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان عبد الله بن سعد ابن أبي سرح يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، فزين له الشيطان فلحق بالكفار، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل (يعني يوم الفتح) فاستجار بعثمان، فأجاره النبي صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو داود.

وروى ابن سعد من طريق ابن المسيّب قال: كان رجل من الأنصار نذر إن رأى ابن أبي سرح أن يقتله، فذكر نحواً من حديث مصعب بن سعد عن أبيه.

وروى الدار قطنىّ من حديث سعيد بن يربوع المخزومي نحو ذلك؛ ومن طريق الحكم بن عبد الله عن قتادة بن أنس بمعناه؛ وأوردها ابن عساكر من حديث