وفيها في صفر أعلن المؤذّنون بدمشق: ب" حىّ على خير العمل" بأمر القائد جعفر بن فلاح نائب دمشق للمعزّ لدين الله العبيدىّ، ولم يجسر أحد على مخالفته؛ ثمّ في جمادى الآخرة أمرهم ابن فلاح المذكور بذلك في الإقامة؛ فتألّم الناس لذلك، فهلك ابن فلاح في عامه.
وفيها في شهر ربيع الأوّل وقع الصلح بين أبى المعالى بن سيف الدولة بن حمدان وبين قرعويه «١» ، وكان بينهما حروب منذ مات سيف الدولة إلى اليوم، فأقاما الخطبة بحلب للمعزّ لدين الله العبيدىّ؛ وأرسل إليهما جوهر القائد من مصر بالأموال والخلع.
وفيها سار أبو محمد الحسن بن أحمد القرمطىّ إلى الشام في قبائل العرب وحاصر دمشق؛ فخرج إليه من مصر القائد جعفر بن فلاح بعساكره من المغاربة واقتتلوا أيّاما إلى أن حمل القرمطىّ بنفسه على جعفر بن فلاح فقتله وقتل عامّة عسكره، وملك دمشق وولّى عليها ظالم بن موهوب «٢» العقيلىّ، ثمّ عاد القرمطىّ إلى بلاد هجر؛ فلم يثبت ظالم بعده بدمشق، وخرج منها بعد مدّة يسيرة.
وفيها حجّ بالناس النقيب الشريف أبو أحمد الموسوىّ من بغداد.
وفيها توفّى الأمير جعفر بن فلاح أحد قوّاد المعزّ لدين الله العبيدىّ؛ كان مقدّم عساكر القائد جوهر، وبعثه جوهر إلى دمشق لمحاربة الحسن بن عبيد الله بن