سفرن بدورا وانتقبن أهلة ... ومسن غصونا والتفتن جآذرا
وأطلعن في الأجياد بالدرّ أنجما ... جعلن لحبّات القلوب ضرائرا
هذا مثل قول المتنبى، ومذهب الزاهى زها عليه. وقول المتنبى:
بدت قمرا ومالت خوط بان ... وفاحت عنبرا ورنت غزالا
وذكر الثعالبىّ لبعض شعرا عصره على هذا الأسلوب في وصف مغنّ:
فديتك يا أتمّ الناس ظرفا ... وأصلحهم لمتّخذ حبيبا
فوجهك نزهة الأبصار حسنا ... وصوتك متعة الأسماع طيبا
وسائلة تسائل عنك قلنا ... لها في وصفك العجب العجيبا
رنا ظبيا وغنّى عندليبا ... ولاح شقائها ومشى قضيبا
ومات الزاهى ببغداد. ومن شعره أيضا قوله:
قم فهنئ عاشقين ... أصبحا مصطلحين
جمعا بعد فراق ... فجعا منه ببين
ثم عادا في سرور ... من صدود آمنين
فهما روح ولكن ... ركّبا في بدنين
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى الحسن «١» بن الخضر الأسيوطى. وخلف بن محمد بن إسماعيل ببخارى. وعثمان بن عثمان «٢» بن خفيف الدرّاج.
ومحمد بن الحارث بن أسد القيروانىّ أبو عبد الله «٣» الفقيه الحافظ.