للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق. وقيل: هو علىّ بن الحسين بن أحمد ابن عبد الله بن الحسين بن محمد بن زين العابدين بن محمد بن الحسين، وإنّما سمّى نفسه [عبيد «١» الله] استتارا. وهذا أيضا على قول من يصحّح نسبهم. والذي ينكر نسبه يقول: اسمه سعيد، ولقبه عبيد الله، وزوج أمّه الحسين بن أحمد القدّاح، كان كحّالا يقدح العين إذا نزل فيها ماء.

وقال ابن خلكان: «وجاء المعزّ من إفريقيّة وكان يطعن في نسبه. فلمّا قرب من البلد (يعنى مصر) وخرج الناس للقائه، اجتمع به جماعة من الأشراف؛ فقال له من بينهم الشريف عبد الله بن طباطبا: إلى من ينتسب مولانا؟ فقال له المعزّ:

سنعقد مجلسا ونسرد عليكم نسبنا. فلمّا استقرّ المعزّ بالقصر جمع الناس في مجلس عامّ وجلس لهم وقال: هل بقى من رؤسائكم أحد؟ فقالوا: لم يبق معتبر، فسلّ [عند ذلك نصف «٢» ] سيفه وقال: هذا نسبى! ونثر عليهم ذهبا كثيرا، وقال: هذا حسبى! فقالوا جميعا: سمعنا وأطعنا» . قلت: وفي نسب المعزّ أقوال كثيرة أخر أضربت عن ذكرها خوف الإطالة. والظاهر أنه ليس بشريف، وأنّه مدّع. والله أعلم.

واستمر بالقاهرة إلى أن مرض بها وتوفّى يوم الجمعة السابع عشر من شهر ربيع الأوّل سنة خمس وستين وثلثمائة، وله ست وأربعون سنة؛ وقام ولده العزيز نزار بعده بالأمر «٣» . وأقام المعزّ واليا ثلاثا وعشرين سنة وخمسة أشهر وسبعة وعشرين يوما، منها بمصر ثلاث سنين، وباقى ولايته كانت بالمغرب:

وخلّف عشرة أولاد: نزارا الذي ولى مصر بعده وعبد الله وعقيلا وسبع بنات.