*** السنة الخامسة من ولاية ابن أبي سرح على مصر وهي سنة تسع وعشرين- فيها افتتح عبد الله بن عامر اصطخر، في قول، عنوة فقتل وسبى، وكان على مقدمته عبد الله بن معمر بن عثمان التيمي وكلاهما صحابي؛ وفيها عزل عثمان أبا موسى الأشعري عن البصرة بعد عمالة ست سنين، وقيل ثلاث، وولى عليها عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وهو ابن خال عثمان؛ وجمع له بين جند أبي موسى وجند عثمان بن أبي العاص، وله من العمر خمس وعشرون سنة فأقام بها ست سنين؛ وفيها وسع عثمان بن عفان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وبناه بالقصّة (وهى الكلس) كان يؤتى به من نخلة، والحجارة المنقوشة وجعل عمده حجارة مرصعة وسقفه بالساج، وجعل طوله ستين ومائة ذراع وعرضه خمسين ومائة ذراع، وجعل أبوابه ستة على ما كانت عليه في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ وفيها حج بالناس عثمان بن عفان رضي الله عنه وضرب له بمنى فسطاط، فكان أول فسطاط ضربه عثمان بمنى، وأتم الصلاة عامه هذا، فأنكر ذلك عليه غير واحد من الصحابة كعلي وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود؛ وفيها نقضت أذربيجان فغزاهم سعيد بن العاص حتى افتتحها ثانياً؛ وفيها فتحت أصبهان؛ وفيها عزل عثمان الوليد بن عقبة بن أبي معيط عن الكوفة وولاها سعيد بن العاص.
أمر النيل في هذه السنة، الماء القديم خمسة أذرع وستة عشر إصبعاً، مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعاً وثمانية عشر إصبعاً.
*** السنة السادسة من ولاية ابن أبي سرح على مصر وهي سنة ثلاثين بعد الهجرة- فيها افتتح عبد الله بن عامر مدينة هور من أرض فارس وغنم منها شيئاً كثيرا،