سنة ثلاث وثلاثين والله أعلم. وقال الواقدي: في هذه السنة فتحت اصطخر ثانياً على يدى عثمان بن أبي العاص. وقال الذهبي: فيها غزا معاوية قبرس وكان معه عبادة بن الصامت وزوجة عبادة أم حرام بنت ملحان الأنصارية فاستشهدت، كان النبي صلى الله عليه وسلم يغشاها ويقيل عندها وبشرها بالشهادة؛ وفيها صالح عثمان بن أبي العاص أهل أرجان على ألفي ألف ومائتى ألف، وصالح أهل دارابجرد على ألف ألف وثمانين ألفاً؛ وفيها غزا أمير مصر ابن أبي سرح صاحب الترجمة إفريقية حسبما تقدم، وكان معه عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو ابن العاص وعبد الله بن الزبير بن العوام، وكان المسلمون في عشرين ألفاً، وكان العدو (يعني جرجير) في مائتي ألف مقاتل، وفتح الله وغنم المسلمون شيئاً كثيراً؛ وفيها حج بالناس عثمان رضي الله عنه.
أمر النيل في هذه السنة، الماء القديم أربعة أذرع وثلاثة عشر إصبعاً، مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعاً وخمسة عشر إصبعاً.
*** السنة الرابعة من ولاية ابن أبي سرح على مصر وهي سنة ثمان وعشرين- فيها فتحت قبرس على يد معاوية، قاله الذهبي في قول، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه منع المسلمين من الغزو في البحر شفقة عليهم، فلما ولي عثمان استأذنه معاوية فأذن له ففتح الله على يده؛ وفيها غزا حبيب بن مسلمة سورية من أرض الروم، قاله الواقدي، وفيها غزا الوليد بن عقبة أذربيجان. فصالحهم مثل صلح حذيفة؛ وفيها حج بالناس أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه.
أمر النيل في هذه السنة، الماء القديم ثلاثة عشر ذراعاً وثمانية عشر إصبعاً، مبلغ الزيادة تسعة عشر ذراعاً.