*** السنة الثانية من ولاية عبد الله بن سعد بن أبي سرح على مصر وهي سنة ست وعشرين من الهجرة- فيها فتحت سابور وكان أمير الجيش عثمان بن أبي العاص الثقفي، صالحهم على ثلاثة آلاف ألف وثلثمائة ألف؛ وفيها زاد عثمان ابن عفان رضي الله عنه في المسجد الحرام ووسعه واشترى الزيادة من قوم وأبى آخرون، فهدم عليهم ووضع الأثمان في بيت المال، فصاحوا بعثمان، فأمر بهم إلى الحبس وقال: ما جرأكم علي إلا حلمي، وقد فعل هذا عمر فلم تصيحوا عليه؛ وفيها حج عثمان بن عفان بالناس.
أمر النيل في هذه السنة، الماء القديم خمسة أذرع وعشرون إصبعاً، مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعاً وأربعة أصابع، وقيل خمسة عشر إصبعاً.
*** السنة الثالثة من ولاية ابن أبي سرح على مصر وهي سنة سبع وعشرين- فيها توفي عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول، وكنيته أبو يحيى، وقيل: أبو الحارث، صحابي شهد بدراً؛ وفيها فتحت الأندلس «١» ، وكان أمير الجيش عبد الله بن الحصين وعبد الله بن عبد القيس، أتياها من قبل البحر، كتب إليهما عثمان رضي الله عنه يقول: إن القسطنطينية إنما تفتح من قبل البحر، وأنتم إذا فتحتم الأندلس فأنتم شركاء لمن يفتح قسطنطينية في الأجر آخر الزمان والسلام. قال ابن جرير: قال بعضهم وفي هذه السنة غزا معاوية قبرس. وقال الواقدي: كان ذلك في سنة ثمان وعشرين. وقال أبو معشر: غزاها معلوية