للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شدّة «١» على رءوس الفرّاشين مع صاحب المائدة، وهو أستاذ جليل إلّا أنّه ليس بمجنّك؛ وفي كلّ شدّة طيفور «٢» ، فيه الأوانى الخاصّ، فيها من الأطعمة الخاصّ من كلّ نوع شهىّ وكلّ صنف من المطاعم العالية، وله روائح عبقة مسك «٣» أرخية وعلى كلّ شدّة طرحة حرير تعلو الشدّة. فيحمل الخليفة إلى الوزير منها جزءا وافرا، ويعطى الأمراء ومن حضر، ثم يوصل إلى أهل مصر من ذلك كثيرا من الفضلات.

ثمّ يصلّى الخليفة العصر ويتحرّك إلى العود، والناس في الطريق جلوس لنظره. وزيّه في هذه الأيام لبس الثياب البياض المذهّبة والملوّنة، وهى العمامة، والمنديل مشدود، وشدّته مفردة عن شدّات الرعيّة وذؤابته تقرب من الجانب الأيسر؛ ويتقلّد السيف العربىّ «٤» المجوهر بغير حنك ولا مظلّة ولا يتيمة، ولذلك أوقات مخصوصة، فلا يمرّ بمسجد في طريقه إلّا ويعطى قيّمه دينارا، كما جرى فى الرّواح. وينعطف من [باب «٥» ] الخرق، فيدخل من بابى زويلة، ويشقّ القاهرة إلى القصر. ويكون ذلك من المحرّم إلى شهر رمضان؛ كما مرّ في أوّل العام.