العشارى، ويدخل البيت المذهّب في العشارى «١» ، ومعه من شاء من المحنّكين ولا تزيد عدّتهم على أربعة نفر. ويطلع إلى العشارى خواصّ الخليفة وخواصّ الوزير؛ وهم اثنان أو ثلاثة؛ والناس كلّهم فيه قيام إلّا الوزير فإنّه يجلس. ثمّ يمرّ العشارى إلى المقياس؛ ثم تساق أشياء من التجمّل يطول شرحها من جنس ركوبه أوّل العام «٢» . ثمّ يخرج بعد فراغه من تخليق «٣» المقياس ويركب العشارى ويعود إلى دار الملك بمصر وتارة إلى المقس، ومن أحدهما إلى القاهرة في زىّ مهول من كثرة ما يهتمّ له من العساكر والزينة والسلاح. ويكون هذا الركوب أولى وثانية؛ فالأولى في ليلة يتوجّه القرّاء، والثانية يوم فتح الخليج. وعند ما يفتح الخليج ينشده الشعراء في المعنى. فمن ذلك:
فتح الخليج فسال منه الماء ... وعلت عليه الراية البيضاء
فصفت موازده لنا فكأنّه ... كفّ الإمام فعرفها الإعطاء