وحسنت أيّامه. وكان القائم بتدبير مملكته مولى أبيه جوهرا القائد. وكان العزيز كريما شجاعا سيوسا، وفيه رفق بالرعيّة.
قال المسبّحىّ:«وفي أيّامه بنى قصر البحر «١» بالقاهرة الذي لم يكن مثله لا في الشرق ولا في الغرب، وقصر الذهب «٢» ، وجامع القرافة «٣» . قلت: وفد محى آثار هؤلاء المبانى حتّى كأنها لم تكن. قال المسبّحىّ: وكان أسمر، أصهب الشعر، أعين أشهل [العين «٤» ] ، بعيد ما بين المنكبين، حسن الخلق، قريبا من الناس، لا يؤثر سفك الدماء؛ وكان مغرى بالصيد، وكان يتصيّد السباع، وكان أديبا فاضلا» . انتهى.
وذكره أبو منصور الثعالبىّ في يتيمة الدهر، وذكر له هذه الأبيات وقد مات له ابن في العيد فقال:[المنسرح]
نحن بنو المصطفى ذوو محن ... يجرعها في الحياة كاظمنا