للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

انتقض ما بينه وبين صاحب حلب أبى الفضائل بن سعد الدولة ومدبّر ملكه لؤلؤ بعد وفاة سعد الدولة بن سيف الدولة بن حمدان صاحب حلب لمّا قتل بكجور وهرب كاتبه (أعنى كاتب بكجور، وهو علىّ بن الحسين المغربىّ) من حلب إلى مشهد الكوفة على البريّة؛ ثم اجتهد حتى وصل إلى مصر، واجتمع بالعزيز هذا وعظّم أمر حلب عنده وكثّرها، وهوّن عليه حصونها وأمر متولّيها أبى الفضائل.

قلت: ولؤلؤ وأبو الفضائل يأتى بيان ذكرهما فيما يقع بينهما وبين العزيز، وتأتى أيضا وفاتهما في الحوادث، فيظهر بذلك أمرهما على من لا يعرفهما.

فلمّا هوّن علىّ بن الحسين أمر حلب على العزيز، تشوّقت نفسه إلى أخذ حلب من أبى الفضائل. وكان للعزيز غلامان، أحدهما يسمى منجوتكين والآخر بازتكين «١» من الأتراك، وكانا أمر دين مشتدّين؛ فأشار على العزيز المغربىّ المذكور بإنفاذ أحدهما لقتال الحلبيّين لتنقاد إليه الأتراك مماليك سعد الدولة؛ فإنّه كان قبل ذلك قد استأمن إلى العزيز جماعة من أصحاب سعد الدولة بن سيف الدولة بن حمدان بعد موت سعد الدولة، فأمّنهم العزيز وأحسن إليهم وقرّبهم؛ منهم وفيّ «٢» الصّقلبىّ فى ثلثمائة غلام (يعنى مملوكا) وبشارة الإخشيذىّ في أربعمائة غلام، ورباح «٣» السيفىّ؛ فولّى العزيز وفيّا الصقلبىّ عكّا، وولّى بشارة طبريّة، وولّى رباحا غزة. ثمّ إنّ العزيز ولّى مملوكه منجوتكين حرب حلب، وقدّمه على العساكر وولّاه الشأم، واستكتب له أحمد بن محمد النّشورىّ «٤» ، ثمّ ضمّ إليه أيضا أبا الحسن علىّ بن الحسين المغربىّ المقدّم ذكره ليقوم المغربىّ بأمر منجوتكين وتدبيره مع الحلبيّين؛ فإنّه كان أصل