وفيها زادت دجلة في نيسان حتى بلغت إحدى وعشرين ذراعا، فهدمت الدور والشوارع، وهرب الناس في السفن، وهيّأ عضد الدولة الزبازب تحت داره (والزبازب هى المراكب الخفيفة) .
وفيها حجّ بالناس أبو عبد الله العلوىّ.
وفيها جاء الخبر بهلاك أبى يعقوب يوسف بن الحسن الجنّابىّ القرمطىّ صاحب هجر، وأغلقت الأسواق له بالكوفة ثلاثة أيّام، وكان قد توزّر لعضد الدولة.
وفيها توفّى أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن أحمد النّصرپادىّ النّيسابورىّ (ونصرپاد: محلّة من نيسابور. وكلّ پاد يأتى في اسم بلد من هؤلاء البلدان هو بالتفخيم حتى يصحّ معناه) . كان أبو القاسم حافظ خراسان وشيخها، وإليه يرجع فى علوم القوم والسّير والتواريخ، وكان صحب الشّبلىّ وغيره من المشايخ. مات بمكّة حاجّا، ودفن عند قبر الفضيل بن عياض.
وفيها توفّى السلطان أبو منصور بختيار عزّ الدولة بن معزّ الدولة أحمد بن بويه الدّيلمىّ. ولى ملك العراق بعد أبيه، وتزوّج الخليفة الطائع لله عبد الكريم بابنته شاه «١» زمان على صداق مائة ألف دينار. وكان عزّ الدولة شجاعا قويّا يمسك الثّور العظيم بقرنيه فلا يتحرّك «٢» . وكان بينه وبين ابن عمّه عضد الدولة منافسات وحروب على الملك، وتقاتلا غير مرّة آخرها في شوّال، قتل فيها عزّ الدولة المذكور فى المعركة، وحمل رأسه إلى عضد الدولة، فوضع المنديل على وجهه وبكى. وتملّك عضد الدولة العراق بعده، واستقلّ بالممالك. وعاش عزّ الدولة ستّا وثلاثين سنة.