من الطالقان، وكان نادرة زمانه وأعجوبة عصره في الفضائل والمكارم. أخذ الأدب عن الوزير أبى الفضل بن العميد وزير ركن الدولة بن بويه، وسمع الحديث من أبيه ومن غير واحد، وحدّث باليسير. وهو أوّل وزير سمّى بالصاحب لأنه صحب مؤيد الدولة من الصّبا فسمّاه الصاحب، فغلب عليه، ثمّ سمّى به كلّ من ولى الوزارة حتى حرافيش زماننا حملة اللحم وأخذة المكوس! وقيل: إنه كان يصحب ابن العميد فقيل له صاحب ابن العميد، ثم خفّف فقيل الصاحب. ولمّا ولى الوزارة قال فيه أبو سعيد الرّستمىّ «١» :
[الكامل]
ورث الوزارة كابرا عن كابر ... موصولة الإسناد بالإسناد
يروى عن العباس عبّاد وزا ... رته وإسماعيل عن عبّاد
ولمّا مات مؤيّد الدولة تولّى السلطنة أخوه فخر الدولة، فأقرّ الصاحب هذا على وزارته؛ فعظم أمره أكثر ما كان؛ وبقى في الوزارة ثمانية عشر عاما، وفتح خمسين قلعة وسلّمها إلى فخر الدولة. وكان عالما بفنون كثيرة. وأما الشعر فإليه المنتهى فيه. ومن شعره: